الاثنين، 3 فبراير 2020

غابة الإنسان .. مريم غالب


استباحها عنوة وما كبح جماحه. ألقاها ورمقها بقسوة ظالم أصم القلب. ما رحم توسلاتها وجسدها الهزيل. الباحث عن كسرة خبز يحفوها التراب. أغراهُ ضعفُها الواضح ففعل بها ما أراد وولى. غير نادم فالجرم غير بادى لأن الفعل أصبح عادي. لعدالة مبصرة بكفتى عدل مهترئة صاغها البشر.
راعنى صرختها جاءت عالية ولكنها لم تجد مجيب. غير رقضى نحوها الذي لن يفيد.لأرى ترقب الموت يلوح في الافق القريب. صرختها لم تكن للنجدة ولكنها صدمة النفس الأخير.
توقفت أمامها وكل كيانى زلزل زلزالا. ما رأيت غير قاتل يهرب تركها ولم يبالى. بأنين صراخ يتردد ألما مكتوم. ساقنى قلبى المشجوج نحوه لأرى وجه أخر للعالم. تقدمت والصرخة الأولى مازالت في أذنى. تدق بصداها على مسامعى. تعلمنى أن هذا هو الواقع المرير. رأيت الضحية تلملم جراحها زاحفة على الطريق. وخلفها دماء تقطرها فالجرح غائر كأن الطعن بسكين. رأيت عينيها تنغلق بدموع دامية وحولها صغارها يلعقون ضرعا مغطى بالدماء. جلست بجوارهم أبكى مثلهم وداخلى يصرخ فالظلم ظاهرة ما عادت تقشعر لها الأبدان.
فما كان المجرم غير طبيب والضحية هي كلبة الجيران. دهستها سيارته فماتت بعد ثوان في وسط جرائها الرضع.
سألت بدمع القلب لما الضعيف أصبح شيء منتهك في هذا الزمان؟
فأدركت متأخرة بعد حوادث شتى أن عالمى اسمه غابة الإنسان. والانسانية صفة ليست من خصائص الإنسان.
بقلم مريم غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق