الأحد، 9 أغسطس 2020

قصة مثل : " اتعلّم الحجامة في روس اليتامى " بقلم علي مهران

 قصة مثل : " اتعلّم الحجامة في روس اليتامى "

الإنسان والمثل ذراعان متلازمان ، لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر ، بل يمد 

 كل منهما للآخر يد العون ، ويخفف عنه الأثقال ، ويسعى جاهدا لتوفير الراحة لرفيقه ، فإذا توفرت الراحه لأحدهما سعد بها الآخر،  بسبب الترابط فيما بينهما ، والمثل الشعبي : " اتعلّم الحجامة في روس اليتامى " منتشر بين الشعوب العربية بعدة صور من الألفاظ ، والمعنى المقصود واحد ، فمنطوق المثل عند أهل العراق : " يتعلم الحجامة بروس اليتامى " ، وفي فلسطين : " في راس اليتيم بيتعلم الحلاق وفي الجزائر : " يتعلموا الحجامة فيروس اليتامى " ، وفي مصر : " يتعلم الحجامة في روس اليتامى " ، والمعنى المقصود : يتعلم الحجامة في رؤوس الأيتام ؛ لأنه لا يأخذ على ذلك أجرا ، وبالتالي فخطأه لا يحاسب عليه ، أما ذكر البيت في الشعر ، قال ابن أبي حجلة :

وذي بخل يروم المدح مني ......ولا كرم لديه ، ولا كرامةْ

أكارمه بدر بحور شعري ...... وأغرق منه في بحر اللآمةْ

وكم جربت شعري في أناس ....أحلوا منه ما عرفوا حرامهْ

كأنهم اليتامى حيث شعري .. ......تعلّم في رقابهم الحجامةْ  

ويضرب المثل عندما يستفيد من الضعيف ، ولو وقع عليه ضررا ، وقال فيه النوري : إنه يضرب لمن  يتعلم المهنة ، فيبدأ تمرينه بما يخص المغفلين من أصحابه ، فلا يستطيع إصلاحا ، وإنما يفسد أكثر مما يصلح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق