الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

العيد ليس حجابًا ولااحتجاباً. بقلم/ عيد حميدة

 

العيد هذا العام غير كل عام فالكل كان يتأهب للخروج إلى المتنزهات قبل العيد ليتنسم الهواء النقى ويتمتع بالخضرة والماء والوجه الحسن ولكن هذا العام تغيرت كل العادات والتقاليد بحكم الجائحة التى ألمت بالعالم كله وليس هنا فقط الناس شعرت بأن العيد ليس عيدا سعيدا فهم فى البيوت جلوس وعلى الوجوه عبوس والجيوب خالية من الهدايا والفلوس حتى الكثير من الصحف تعودت أن تحتجب فى العيد سواء كان فيه جائحة أم لاولاأدرى حتى الآن ماالحكمة من ذلك مع العلم أن هناك الكثير من الصحف والمجلات تصدر بهذه المناسبة صفحات خاصة بالعيد وتتلقف الصحافة كل ما يتصل بتلك المناسبة السعيدة
كل ذلك كان يجول بخاطري وأنا أتأمل أحوال البلاد والعباد فى العيد وكأن لسان حال الكثيرين يردد مع المتنبى قوله:
عيد بأية حال عدت يا عيد  بما مضى أم لأمر فيك تجديد
ولكن مع الأسف الشديد بعض الصحف التى اعتادت على الاحتجاب مازالت تحتجب وكأنها ترفض الاحتفال بالعيد وتقصر الاحتفال بالعيد منزليا دون خروج منها إلى العالم الخارجى أو استقبال العالم الخارجى عندهم
والسؤال الذي يحيرنى هل القلم يستطيع أن يجعلنى أفرح بالعيد وهل يستطيع "القلم" أن يهزم" الألم"
عندما قصدت اليوم أن أكتب عن العيد كنت ومازلت مصرا أن أفرح رغم ما يحيط بنا جميعا من ٱلام وأوجاع وفراق لأعز الأحباب كنت مصرا أن أجمع شتات نفسى وأجمع أبعاضى وأحاول أن أفرق بين الضحكة البلهاء والبسمة التى تحمل المسئولية
تخيلت أن بمقدورى أن أفرح برغم كل شئ وإذا لم أفرح في العيد فمتى أفرح إذن؟؟
وبمجرد أن أمسكت بالقلم حاول أن يعاندنى وقرر السير في الاتجاه المضاد وحاول " الألم أن يهزم "القلم"
  
وكنت أقلب الصفحات والمواقع الإلكترونية وأتأمل العناوين والأخبار العامة لعل فيها مايكون دافعا معنويا نحو الفرح والسعادة ولكن خاب ظني فالعناوين كلها تحمل الحروب والصراعات والموت والأوبئة وٱلات القتل في عمل دائب ومستمر لا يعلم مداها إلا الله والبهجة والسرور مازالا هناك فى سرادقات العزاء والمواساة
ماالذى يحدث" القلم" مازال مصرا أن ينكسر أمام" الألم"ويقول للحزن:لبيك لبيك الغم كله والحزن كله بين يديك ومازالت الدول كلها تقدم أوراق اعتماد اليأس أمام الجائحة التى ألمت بالبلاد وكسرت أعناق الرجال ويتمت أطفالا ورملت نساءا ولكن يظل الأمل معقودا أن يزيح الله الغمة وأن تفرح الأمة سوف يعود العيد فرحه ويستعيد بهجته سيعود العيد عيدا ويخرج الأطفال إلى أماكن لهوهم وتتوقف الصحف عن الاحتفال بالعيد منزليا فالعيد لايكون عيدا بالاحتجاب و إنما بلقاء الأهل والأحباب
عيد حميدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق