الصفحات

الأحد، 21 يونيو 2020

من كتاب مرتع التمييز ـــ بقلم علي مهران

من كتاب مرتع التمييز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ( 6 )
تطابق الأقوال والأفعال .
إن حلقات العلم تحب التواصل ؛ فيتدفق العطاء وتعم المنفعة ؛ هنالك يتجاذب الحضور أطراف الحديث ، فيما بينهم ، فما أجمل حلقات العلم .
لبيب : لاسنت كثيرا من الناس  ، فنالني منهم شهد اللسان ،  وتنافر الأفعال
المثقف الكبير : سيدي ، الأقوال والأفعال وجهان لعملة واحدة ، فإن تطابق الوجهان صحت العملة ، وأتت ثمارها
المثقف الصغير : سيدي ، أين هم من قوله تعالى :" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " صدق الله العظيم ؟
لبيب : اتزان الأقوال والأفعال مهابة للإنسان ، فمن قال قولا ولم ينزله منزل التنفيذ  سقطت مهابته من الأنظار . والآن :  من يحدثنا عن الأعداد  المركبة وعلاقتها بالتمييز ؟ ، النعجة المطوقة دخلت فى الحوار ، وقالت : من منطلق  " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " أقدم الشكر للسيدة العجوز لما قدمته لي من تشجيع  وحثى على مداومة العلم ، والنهل منه ، والمطابقة بين الأقوال والأفعال ، علمتْ فعملتْ ، فارتبطَ  القولُ بالفعلِ ، أما الأعداد المركبة فهي " من أحد عشر إلى تسعة عشر " وهي مبنية على فتح الجزأين ، ويستثنى من ذلك " اثنا واثنتا " فيعربان إعراب المثنى ، أما عن تمييزالأعداد المركبة فهو مفرد منصوب
لبيب يبتسم ويقول : لا تنسونا من أمثلتكم التوضيحية  الرقراقة كالنهر الجاري ، ننهل منها ، ونتأمل فيها ،  النعجة المطوقة  تبتسم وتبرق  نواجذها ، فهي سعيدة لسعادة سيدها  : ". إني رأيت أحد عشر كوكبا .."
أحد عشر :  مبنى على فتح الجزأين  فى محل  نصب مفعول به ، كوكبا : تمييز مفرد منصوب ، والآية :" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله ...."
اثنا  :  خبر إن مرفوع وعلامة الرفع الألف  لأنه ملحق بالمثنى ، وعشر : مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب ، ملحق  عددي ، شهرا : تمييز مفرد منصوب ، والآية " فانفجرت منه اثنتا  عشرة عينا .."
اثنتا : معربة  وهى فاعل مرفوع ، وعلامة الرفع الألف  "ملحقة بالمثنى  " وعشرة : مبنية على الفتح ، لا محل لها من الإعراب ، ملحق عددي ، وعينا : تمييز مفرد منصوب
لبيب : جميل ... وما ملحقات المثنى ؟
المطوقة : ملحقات المثنى  يا سيدي : ألفاظ  تلحق المثنى في الإعراب
وهي "اثنان ، واثنتان ، وكلا ، وكلتا  عند إضافتهما إلى ضمير مثل  : كلاهما ، كلتاهما " ، وتأخذان  إعراب المثنى "رفعا بالألف ، ونصبا وجرا  بالياء "
النعجة المطوقة  تأخذ نفسا عميقا ، فقد احتضنتها السعادة " وما توفيقي إلا بالله"
لبيب : ما شأن سكون  الشين في عشرة ؟
المطوقة : الشين تسكن فى العشرة عندما يكون معدودها " تمييزها " مؤنثا ، سواء كانت مركبة أو مفردة ، وتحرك الشين عند ما يكون معدودها " تمييزها "مذكرا مفردة أومركبة أيضا
والآية :" فانفجرت منه اثنتا عشْرة عينا " مع ملاحظة رفع اثنتا بالألف لأنها ملحقة بالمثنى ، وهي فاعل مرفوع ،  كذلك من الملاحظ  تسكين الشين فى عشرة
لتأنيث تمييزها " عينا ""مثال المؤنثة المركبة "، أما إذا كان المعدود " التمييز " مذكرا تحركت الشين في عشرة ومثاله "عليها تسعة عشَر " تحركت الشين للتمييز  "مثال المركبة المذكرة تمييزها "
و تتحرك الشين في قوله تعالى  : " فكفارته إطعام عشَرَة مساكين لتذكير مساكين ، " مثال المفردة المذكرة تمييزها"
وتسكن في قوله " قل فأتوا بعشْر سور مثله " مثال للمفرد ة المؤنثة تمييزها ... " سور "
النعجة العجوز: السعادة تغمرني وأنا أرى ما أرى من بيان ورغبة فى العلم  لبنيتي تلميذتي ، توالت نظرات التهاني من الحضور، يقلّبون بها وجوههم شطرالنعجة العجوز ؛ لما قدمته من تغير فى حياة النعجة المطوقة .
لبيب أدنى النعجة العجوزمنه ، وأزال بعصاه حطام النبات
وبسط لها جناح التقدير  فجلست بجواره ، ومسح على رأسها تقديرا وإعزازا لها
المثقف الكبير : من يزرع الخير يقطف ثماره .
ولله دره شاعرا ...الحطيئة .
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه **** لا يذهب العرف بين الله والناس
وبهذا البيت ينتهي المشهد .، فإلى لقاء آخر ، بإذن الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق