الأربعاء، 29 أبريل 2020

الجود من الموجود . بقلم علي مهران


المثل رصيد في بنك التجارب ، نركن إليه ، ونغترف منه ، وقت الحاجة إليه ؛فيجود بما لديه ، ولا يبخل به علينا ، فتكون منه المكرمة ، ولنا المغنمة ، ومثلنا : " الجود من الموجود " ، مثل من واقع الحياة ، وله حكاية ( مورد ) تعود إليه ، يقال : في سالف العصر والأوان ، قام رجل باقتراض مبلغا من المال من أحد المرابين ، ولما جاء موعد السداد ، لم يتوفر لديه المبلغ ، فركن إلى صديق له ، وكان هذا الصديق سخيا  ، فقص عليه القصص ، وعرفه أن حمل الفوائد قد أثقل كاهله ، فقال الصديق : ما المبلغ الذي تبغي ؟ فرد عليه : ألف دينار ، فقال الصديق : معي خمسمائة دينار ، خذها وسدد دينك ، فقال له : لكن هذا المبلغ لا يكفي ، وقد عهدتك كريما ، تعطي بزيادة ، فرد الصديق : " الجود من الموجود " ، فأخذ الصديق المال ، وصار القول مثلا ، وهو يماثل القول : "غاية الجود بذل الموجود" ، أي أعلى منازل الكرم أن تعطي بما عندك ، ولا تبخل ، ويضرب المثل للجود بما عندك بقدر استطاعتك ، فلا بخل ، ولا تكليف للنفس فوق طاقتها ، وهو عذر لقلة ما باليد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق