السبت، 11 أبريل 2020

مسرحية التعاون الجميل .. بقلم أيمن دراوشة



التعاون الجميل
تأليف : أيمن دراوشة
شخصيات المسرحية :


1 ـ الأب الضرير : رجل طيِّب مؤمنٌ بالله , يحبُّ الناس , ويساعد المحتاجين.

2 ـ محمد : الابن الأكبر للرجل الضرير , نشأ على حبِّ الخير, ومخافة الله سبحانه وتعالى.

3 ـ خالد : الابن الأوسط للرجل الضرير , لا يختلف عن أخيه محمد من حيث حبِّ المعروف , والعمل الصالح , والتأثر بالأولياء الصالحين.

4 ـ سعيد : الابن الأصغر للرجل الضرير , وقد تأثَّر بوالده , وأخويه , فانعكس هذا على سلوكه.

5 ـ طفل صغير : وهو مَنْ أخبر عن وقوع الحريق في منزل جاره عثمان.









الفصل الأول

      (يرفع الستار عن رجل ضرير كبير السن يصلي مع أولاده جماعة ، ويسلم الرجل الضرير يميناً ويساراً ، ويسلم أولاده بعده ).

     (يتحدث الرجل مع أبنائه الثلاثة : محمد وسعيد وخالد)

الضرير: كيف حال جارنا حمد؟ فقد بلغني أنه مريض جداً ويعاني من هبوط في القلب بسبب مرض السكر. 
 
محمد: لقد زرته اليوم يا أبي ، ووجدته بخير والحمد والشكر لله تعالى . 

الضرير : حمداً لله الذي لا يحمد إلا سواه , فبيده وحده المرض والشفاء . 

خالد: لقد رأيت يا أبي عمي حُساماً يجلس عند جارنا علي ولا يفارقه أبداً أثناء مرضه .

سعيد: ليس هذا فقط فقد أحضر عمي حسامٌ الطعام والدواء إلى حمد , وأشرف على عنايته ورعايته فترة طويلة .

محمد: هذا واجب على كل مسلم ، فقد أمرنا سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بمساعدة الآخرين عند الضرورة .

الضرير: صدقت يا ولدي ، فالله في عون العبد , مادام العبد في عون أخيه.

سعيد: إنَّ مساعدة الآخرين بشتَّى الوسائل ضرورة في حياتنا الاجتماعية والحاجة إلى الآخر لابد منها وجارنا حمد رجل لا أسرة له ولا أهل  , فهو في حاجة ماسة إلى العون والرعاية , فالمسلمون هم أهله في هذا الظرف الصعب .

خالد: لقد حث الإسلام على مساعدة الضعيف وإعانة المحتاجين وإمهال المُعْسِر , وزيارة المريض , وهداية الضال , قال تعالى :" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"   صدق الله العظيم .

الضرير: أنا فخورٌ جداً بكم يا أولادي الأحباء , وأشكر الله سبحانه وتعالى الذي أنبت هذه البذرة الطيبة من الأبناء الصالحين .

سعيد: ونحن نفتخر بك أكثر يا أبي , فأنت نعم الرجل الصالح وسيرتك العطرة على كل لسان .

محمد: نحمد الله على ذلك , ولا ننسى أن مساعدة المحتاجين ما هي إلا صورة واحدة من صور التكافل الاجتماعي بين الناس .

خالد : ماذا تقصد يا محمد بالصور الأخرى ؟ فهل يوجد هناك غير مساعدة الجار وتقديم المعونة له .

محمد : أجل يا خالد.

خالد: وما هي هذه الصور؟

محمد: للتكافل الاجتماعي في الإسلام صور كثيرة , وكلها تصب في مصلحة المجتمع وخدمته ومن هذه الصور تكافل الأسرة وتكافل الأقارب فليس الأمر محصورا بين الجيران فقط.

الضرير : صدقت يا ولدي ولكن هناك صورٌ أخرى غير تلك التي ذكرتها .

سعيد: ما هي يا أبي ؟ فقد عرفنا الآن ثلاثاً من صور التكافل فقط . 

الضرير : إضافةً إلى تكافل الأسرة والجيران والأقارب فهناك التكافل بين المجتمع.

سعيد : ما المقصود بتكافل المجتمع يا أبي ؟

الأب الضرير : أي التعاون على الخير والمحبة حرصاً على سلامة المجتمع  , ووحدته وتماسكه.

خالد : ولهذا شبَّه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) المجتمع الإسلامي بالجسد الواحد , فكما أنَّ الجسد كُلَّه يتألم إذا أصيب أحد أعضائه , فكذلك المجتمع المسلم يتأثَّر إذا أصيب أحد أفراده بسوء.

الأب الضرير : أحسنت يا بني على سعة اطِّلاعك .

سعيد :  لقد عرفت الآن المقصود بالتكافل , فتكافل الأقارب يعني الإحسان إليهم جميعاً , ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم , وزيارتهم واحترامهم. وكذلك فهمت معنى تكافل الجيران , فلا نؤذهم بقول أو فعل , وعلينا تحمُّل أخطائهم , ونصون أسرارهم.

محمد : أحسنت يا سعيد , ولهذا قال الرسول في الجار " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سَيُورثه "

خالد : وجارنا حمد رجلٌ مؤمنٌ حقَّاً , والمسلم يشعر بآلام أخيه المسلم, ويساعده وقت الحاجة , ويعينه في السراء والضراء. 




ستار









الفصل الثاني

      (يسمع صوت سيارة إسعاف وأصوات عالية تصيح , حريق ... حريق... النجدة .. النجدة.. وفي هذا الوقت يدخل طفل صغير على الرجل الضرير وهو يقول :)

الطفل: لقد شبَّ حريق في بيت خالي عثمان .

   (وفي هذه اللحظة يسرع أولاد الرجل الضرير لإخماد الحريق , محمد يحمل جرَّة ماء , وخالد يأخذ بطانية , وسعيد يحمل الرمل فيما يبقى الرجل الضرير في البيت .)

الضرير : اللهم خفِّف عن جارنا عثمان , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

     (يدخل أولاد الرجل الضرير وقد بدت عليهم علامات التعب والإرهاق , واسودت وجوههم بفعل الحريق)

الضرير: بصوتٍ عالٍ : أخبروني ماذا حصل بجارنا عثمان ؟ هل حدث له أيّ مكروه ؟ وكيف حال زوجته وأولاده؟

   (الأبناء في صوت واحد) : كلهم بخير والحمد لله .

 محمد : لقد كان إطفاء الحريق دليلاً على التعاون على البر والتقوى والتماسك القوي بين الجيران.

خالد : لقد تعاون الجميع ,التاجر حسن , والخياط عمر ,        والسائق بكر .

سعيد: ولا تنسَ جارنا النجار , وصديقه اللحام أبو عطية.

محمد: الحقيقة أنَّ كل الناس في الحي تعاونوا عل إطفاء الحريق.

الأب الضرير: أخبروني ما هي المساعدات التي قدمها هؤلاء؟
  نحن يا أبي ساعدنا في إخماد الحريق بالأدوات التي أحضرناها. 

     أمّا جارنا النجار فقد أنقذ الأطفال , والخياط عمر أسعف الزوج والزوجة كونه يعرف بالإسعافات الأولية .

     أمَّا اللحام أبو عطية فقد انتشل الأمتعة والملابس والأشياء الثمينة من خطر الحريق.

الأب الضرير: ومن الذي استدعى رجال الإطفاء؟

سعيد : إنه محمد يا أبي .

الأب الضرير : هل كانت الخسائر كبيرة ؟

محمد: لا, والحمد والشكر لله .

خالد: لماذا أراك حزيناً يا أبي ؟

الأب الضرير: إني حزين يا بني على جارنا عثمان فهو لا يستحق ما جرى له .

 خالد: المسلمون أخوةٌ , وما أصاب جارنا عثمان كأنه أصابنا جميعاً.

سعيد: إذن , يجب أن نتعاون حتى نخفف من مصاب جارنا عثمان .

محمد: يجب أن نجمع له المال والطعام لمساعدته وأسرته.

الأب الضرير: قوموا يا أبنائي وأتموا واجبكم تجاه جاركم عثمان , وجهِّزوا له غرفة ليقيم فيها مع أسرته حتى يتم إصلاح بيته , وشاركوا الجيران في جمع التبرعات .

     (يسمع صوت خلف الستار يتلو الحديث الشريف:(
   "مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم , مثل الجسد : إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى."
الأسرة كلها : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ستار                                                                                                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق