«قارئة الفنجان».
"شظية من سلسلة بوح لا ينتهي".
«وتلك العودة إلى سربروس ينهش لحم سيزيف العائد من رحلته مع السندباد».
(ما جلستْ،
ما كان بعينيها غير خوف قديم،
والفنجان لا يهدأ له قرار،
حصار يحاصر الحصار...
ورغم الحصار،
تدفقت من الفنجان أسرار).
لا يرحل الألم،
وسربروس يعوي في الدروب،
يعشق الغروب،
وهذي الشمس ما عادت توحي إلا بالهروب،
وأنت أيهذا الساري من رحم لجة البحر العنيد،
ما تعود،
وعاد سربروس،
لحمك يا أيها الحمل الضعيف لذيذ لذيذ،
أنياب تنهش اللحم،
تحتسي دنان النبيذ،
وعلى رأس الدرب القديم نشر السندباد شراعاته تحت تلك الشمس العارية،
حتى الأماني منه أضحت غانية،
وما الليل في بلدته إلا طويل عنيد،
وعاد السربروس ينهش اللحم اللذيذ،
والصخرة،
ما بالك يا صخرة حبلت بالطفل الوليد،
تتدحرج العثرات منك من شريان إلى شريان إلى حبل الوريد،
وهذي دروب المدينة القديمة،
قد صارت منها الدروب في غروبها دروباً بلا دروب،
وكم عانق السندباد رفيق الطريق،
رحلة طالت ما كانت بدأت يوم العيد السعيد،
ولا درى بالحال طفل وليد،
كانت الحرب في حضن أمه ذات يوم عيداً يتغنى بعيد،
ورفيق السندباد يحنو على تلك الصخرة يحلم بالميعاد البعيد،
يرتمي بأحضان شراع ينام بعد غروب،
يرنو إلى لقاء بالسربروس العنيد،
وعلى رأس الدرب في عتمة ليل طويل طويل طويل تغنى العاشق الأحمر بغد يتغذى فيه على رؤوس سربروس الطريد.
وما حانت الوليمة بعد،
ذات غروب...
أيها الطفل الرشيد.
«قد يستمر الحكي».
"عبد الرحمن بوطيب".
المغرب: 2020/1/28.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق