الثلاثاء، 28 يناير 2020

العكسوم في معرض الكتاب 3

بقلم أحمد أبو سيد طه

أمام البوابات رفضوا دخولنا، " ممنوع دخول الحيوانات والدواب"

أخبرني مسؤول الأمن أنه على أن اترك حماري بالخارج،

نظرت للعكسوم وجدته يخرج دخان ساخن من أنفه،

وكمن يلوك شيئا غير موجود بفمه، بدأ يحرك فكيه استعدادا للعض،

وهي حالة أعرفها جيدا، ولكنها سوف تؤذيتا في هذا الموضع.

حدثت العكسوم في أذنيه بصوت خفيض:

- اننا سوف ندخل، فلا تنزعج.

فسكت، وثرت أنا بأعلى صوتي في وجوههم، حماري أصله انسان.

وعنما سمع قائدهم  صراخي ونهيق العكسوم، خرج هائجا،

وأطلق وابلا من الشتائم في اتجاهنا،

ثم لما قصيت عليه القصص، وجدته يعرف حكاية العكسوم من النت،

لذا أخبر حراسه أن العكسوم هو انسان في الأصل،

وسوف يعود لإنسانيته بعد ان تنفك لعنته

دخلنا من البوابة الرئيسة دخول الفاتحين، والخلق حولنا يهللون ويصفقون،

والعكسوم يشمخ بأنفه عاليا في السماء.

وفي الطريق إلى أجنحة عرض الكتب،

أعجب العكسوم أول ما أعجب بالموسيقى الصاخبة للآلات النحاسية والقرب،

التي أدتها الفرق المدربة ببراعة أمام الزائرين.

ردد العكسوم مع الجماهير، الأغاني الوطنية الجميلة التي الهبت حماسه

حاولت أن أمنعه لأن صوته نشاز، وهو منكر بنص القرآن، فلم أفلح،

وفي غفلة مني، فلت من اللجام، وبدأ وصلة رقص مفاجئة.

قلت في بالي:

- سوف ينتهي بي الحال عما قريب الى الحبس على يديه.

واختبأت للحظات وراء أحد الاجنحة، ولم اطل برأسي ناحيته،

إلا بعد أن سمعت الصفير المتقطع والجلبة العالية حوله قلت:

- وجب اعدامي.

ونظرت بطرف خفي، فاذا الفتيات والشباب قد تحلقوا حوله،

وهم يرقصون على نغمة واحدة ونصف، وتسلم الأيادي.

واصطفت الجموع بالمئات تشاهد الحدث الجلل،

وتصورت الحسان معه الصور السلفي ما شاءت،

حتى أن بعض الفتيات الجريئات اعتلين ظهره ورقصن فوقه.

للرحلة بقية

28-1-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق