السبت، 5 أكتوبر 2019

كأني أوان الرحيل

كأني أوان الرحيل
 كتبت  أسماء عقوني


الاشتياق يفتح لك ألف باب للغفران و يخلق لك أعذار لنسامح من نحب ، ليتوقف كل شيء بين يدي الكبرياء. يجب أن أبتعد ، لكن !!!! لا شيء يحصل سواء أنني أزداد حبا وقربا...
 تذوب هذه الروح وهي تراه من بعيد صورته تكبر بدل النسيان و مشروع الابتعاد يصبح استسلاما عند سماع صوته ، نجيد إخفاء مشاعرنا نحشوها في هذا الركن المظلم  ، نحب  فيبدو لنا العالم أكثر أمنا و نصبح أقوى بهذا النبض ، لكن تهزمنا تلك اللهفة، ضعفاء أمام الاشتياق . فن المسافة لا يناسبني ، وحده وجودك يبقيني أشتعل حبا بهذا البعد صرت تكبرني بسنوات  و أصبحت أراني هنا بينما تأخذك المسافات و يقتلني الصمت ،صعب أن ننسج سلة النسيان و نحن نحدق بمن نحب وجودك يعني أنني سأبقى أشتاق و أطل كل يوم على شباك قلبك علني أجده مفتوحا يوما لأتسلل داخله . أتراني خرجت أصلا ..!!؟؟.
لا ، أنا بداخلك لكنني محتجزة في غرفة الصمت ، عقاب طالما أتقنته لأنك تعرف كم تعني لي كلماتك ، كنت أعرف من أول يوم التقينا فيه أنك تملك من النرجسية ما جعلني أحبك ، لكن لم أكن أعلم أن ما جعلني أحبك هو من سيسبب لي الألم ،متى ستعرف أن الوقت كان يحسب بعدد كلماتك لي في اليوم ، و صمتك لأيام يعني بقائي تحت مستوى الحياة ، لا يستفيق النبض بداخلي إلا بجرعة من صوتك المخملي  ..
في صمتك ، كنت أحدق في بقايا الرسائل القديمة و كأنها زجاجات الأكسجين المتبقية فوق سطح كوكب يخلو من وجودك . كم اختبأت في وسادتي ليمر الوقت بسرعة ! لكن تأخذني الأحلام إليك ليزداد الشوق .
خلق الاشتياق من رحم البعد و لن يكون حيا إلا بأنفاس اللهفة  كم كان الأمر سهلا في بدايته مجرد ذكرى ستزول ! .... لكن هل نفقد تلك اللهفة و يقل النبض بداخلنا و يغفو هذا القلب بعدما كان لا ينام إلا على أنغام صوته و تفاصيل وجهه  التي تختصر المكان و الزمان !؟... وتجعلنا ننتشي بابتسامة أو تحية صباحية منه ليبدو اليوم بكل تعبه لحظة.
كل ماكان يجعلنا نرتشف صباحاتنا مع قطع من الأحلام للقاء به ....أين هي ؟ و أين أنت ؟؟
النساء مخلوقات من نور  تشتعل قلوبهن لتضيء حبا وعاطفة لكن تصبح الشعلة نارا بنفس من إهمال،لتلتهم من حولها ولا يتبقى داخلهمن سوى رماد الوحدة.....
 بدأ الضوء يختفي كلما مر الوقت  كان لي جرح ينزف طوال اليوم  ، طوال العمر حتى اختفت الحمرة من وجهي  ، غادرت و لم تترك لي  سوى الانتظار  ، حسرة على قلبي  عبرت بقدمين حافيتين على سنين من البعد ، من الجمر  ، لم أختر هذا .. كان قدري أن أولد و أموت بهاته العاطفة .
عندما نحب يصبح لنا إحساس الأمومة لأننا  لا ننتظر  المقابل تكفينا نظرت رضا من تلك العيون . رغم أن العمر مضى و لم يترك المرض مني سوى هذا القلب الذي ينبض لك ، مازلت أستيقظ باحثة عنك ، أبحث عنك بين قطرات الندى المتراصة على نافذتي لعلها تعكس بريق عينيك ، و بين تلك الزهور المجففة التي أهديتها لي يوم كان لنا مكان معا . أبحث عنك بين سطور رسائلك المعطرة بالحب ، بين صباحات اختفى منها شغف البداية ليوم معك . أبحث عنك لكنني لا أجدك ، أصبح كل ما كان يذكرني بك بلا نبض . كومة أوراق و بقايا زهور ذابلة و زجاجات عطر بلا عبق اين أنت.
أحقا كنت مهما في وقت ما حد الاشتياق  ؟! حد الوجع
 و الخوف من الفراق ؟! حاولت إبقاء اللهفة لك مشتعلة كي تدفىء الحب  ، حاربت لكي لا يموت ما ولد  بداخلي نحوك لكنك كنت تقتلني بكلمة مشغول .
صمدت طويلا و انتظرت في هذا الوسع من الإهمال لتعود مترنحا متى تشاء متيقنا أنني هنا دائما ، أبتلع جرعات و جرعات من الملل و الألم ، صعب هو ترتيب هاته الفوضى بداخلي لقصة بطلها الندم ، ندم الاختيار . و لما كان علي الاستمرار . ابتسمت  بحزن
و أغلقت الباب ، ألقيت نظرة  أخيرة لبقايا لقاءاتنا. كان وجهي الشاحب و نظرات الحزن  كافية ليفهم  معنى ضرورة الفراق .
 فهم متأخرا أنه لم يترك سببا للغفران . بدأ يحدثني  كم  أصبحت فجأة ضرورية لتفاصيل البيت و لون الزهور في صباحاتنا و انعكاس الغروب  على وجنتاي ! تذكر لون العينين اللتان  تشتعلان حبا و شغفا عند رؤيته حد البقاء ،  ظن أني لن أفكر في تركه .
 اهتمامي به حوله إلى طفل  يتكبر و يتذمر .
إذن يا صغيري ، سأدعك لتكبر و تكبر معك نرجسيتك ، لتعرف كم يتسع القلب لكنه يموت من المللوالاهمال...
فالحب ليس سوى هشاشة نفس...ابتسمت بسخرية..كان خالد توفيق محقا وكأنه يحاكي القلوب الواهمةتسحبنا العاطفة الى اماكن نجهلها الى متاهات القلب هناك طريق الاعودة هناك ندمن تسارع النبض ،لا يصبح لنا تواجد في ذواتنا...
...ان نجعل من قوبنا مخابىء لمن نحب معبر يونقذهم من  الغرق في الحزن يوصلهم الى مرفىء السعادة من تفاصيل اليوم المملة الى صخب الحياة  ينقذهم و يبقيك  كمياه راكدةكان يظن ان اهماله لي سيزيدني تعلقا للحظة شعر أني سجينة العاطفة ولا أتنفس الا هو لهذا سأبحث عنه في اول اختناق..غباء او ربما نرجسبة زائدة زرعتها أنابلهفتي لرؤيته جعلته يضعني في مساومة ليرضي رجولته المفقودة
لم يعلم ان الاستغناء سهل على المرأة اذا فقدت اهتمامك.....ولن ترجع كما كانت،لانها بقدر حاجتها لك سيعلمها الغياب ان تكرهك بإقتناع
...الحب لما يلامس العقل يتصلب يتجمد لن تنحت اسمك عليه مرة اخرى لن تسبح وتجلس على ضفاف شوقها ستجد صخرة لا تصلح لتنمو فيها
مجددا ،ستكتشف في نهاية الامر انك من كنت تقف امام تحقيق ماتريد
لكن بيني و بين نفسي مازلت أشتاق ، ليس لك بل لنفسي عندما كانت مفعمة بالحب
أشتاق .... و يقتلني الفراق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق