الخميس، 31 أكتوبر 2019

الشاعر قدري المصلح قصيدة أمي ونجمتي



بين العابرين
وفي عربة الرحيل الأخيرة
تتساقط منهم الأشياء
وكلما مددت يدي لشيء
يسقط منهم وإذا به جرح
ومرت من بوابة عمري كل جروح السنين
ترى يا أمي في المحطة
وعربة الرحيل الأخيرة
هل ظن العابرين
بأنني بحاجة إلى جرح كل يرمي جرحه
باب نزفي
ويدي المجروحة
تعجز الآن عن حمل جرح لعابر بين العابرين
إلى بوابة المعبر الأخير

بين العابرين
أحمل جروح وأحزان السنين
والنجمة الجريحة الساكنة
في أيام عمري
وفيّ ترفص أي جرح جديد
ترى يا أمي هل ظن العابرين
بأن نجمتي تجتاج إلى جرح جديد
كل عابر يلقي جرحه في طريقي
وأسمع صراخ نجمتي : يا نزف عمري
لا تمتد يدك إلى شيء
ليس فيه إلا جرح ونزف السنين
و جرحنا يتعب نجمة عمركَ
يكفيها آهات الليل الحزين
من شتاء جاء بالغيوم وبلا مطر طول فصول السنين
وأنت تمد يدكَ إلى جروح العابرين
وفي عربة الرحيل الأخيرة
وأموت فيكَ
وقلبك الآن
يعجز عن حمل يدكَ التي تحمل جروح العابرين
والسنين

الآن أخترت الرحيل
أخترت الغياب عن نزف السنين
أسمع نجمتي تبكي
وتصرخ: إنه لم يكن زمنا عشت فيكَ مرارة السنين
والآن تختار الرحيل
ترى هل تعبت من حملي
وأنا أقاسمك حزن السنين
لو أن لي يا نزفي مسكن يأويني غير جرحكَ
لقلت أرحل مع الراحلين
وأعبر مع العابرين
فهل ترحل وتتركني بأحزانك وحزن السنين
ويعاتبني نزفي
نجمتكَ كل ما تبقى لكَ
أرحل عنكَ ولا ترحل عن نجمتكَ
ولتكن أنت ونجمتكَ وجه الزمن
كيف حملتم حزن السنين
وكنتم وجها عرف أن العابرين
لا يلقون إلا جروح السنين
وفي طرق أيدي النازفين
قبل الرحيل الأخير

الآن أمي
تسألني عن نجمتي
أين صارت مع طول السنين
يا أمي
لو أن نجمتي عبرت لعبرت مع العابرين
ولست أنا من أتركها بحزن السنين
خلفي تحمل حزن عمري
وهي من حدثتني طول السنين
يرحل الشتاء
وتأتي الشمس بوجوه الزمن
ولا حاجة لنا بعربة رحيل
ونحمل كل جروح العابرين
قبل رحيلنا الأخير

الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
قصيدة أمي ونجمتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق