جروپي سليمان باشا
وأنت تستمتع بالجاتوه الفاخر و القهوة المضبوطة حاول قدر المستطاع أن تتقمص روح المكان ..
تخيل ميدان سليمان باشا و قد عادت الدنيا ستين أو سبعين عامًا للوراء ..
تمثال سليمان باشا الفرنساوي قد رجع لقاعدته مرةً أخرى .. البريق القاهري الساحر الماضي .. السيارات الشيڨروليه و الكاديلاك و المرسيدس العتيقة ..
رجال يرتدون البدل الشاركسكين الأنيقة .. جميلات القاهرة في أنوثتهن الخلابة و عطورهن الساحرة..
انظر لمن حولك ..
ربما تري ضابطًا إنجليزيًا يطالع الصحف البريطانية و يلتهم الإنجلش كيك مع الشاي ..
لو أسعدك الحظ قد تجد الأستاذ محمد التابعي يكتب إحدى مقالاته أو الشاعر كامل الشناوي يرثي حبه الضائع ,
و من يدري قد تقابل فريد الأطرش أو ليلى مراد و تطلب منهما توقيعًا علي الأوتوجراف ..
انصت السمع جيدًا .. و اسمع كل تلك اللغات من حولك .. بونچور يا هانم.. جود مورننج .. تشاو .. ميرسي اكسلانس .. افخارستوپولي .. پاردون يا سعادة البيك .. بونچورنو سينيوري .. أوروڨوار .. أرڨيدرتشي .. ممنون ..نهارك سعيد يا حضرة ..
و ربما سمعت لغات أخرى لا تعرفها ..
وربما قد تقابل الخواجا چاكومو جروپي أو نجله شخصيًا ..
اقرأ لافتات المحلات جيدا .. أورڨانديس و أولاده .. بابازيان .. فتحي سعد .. أنطوان فتّال .. شمعون صروف .. آنري دومينيك .. غالي غالب .. محمد المنياوي ..
متع عينيك بعمارات أشبه بتحف فنية تزينت بالنقوش البارزة و المحفورة ربما تفوقت علي مثيلاتها في أوروپا ..
أفندية في بدل كاملة و بسطاء في جلاليب .. بكوات و هوانم .. و قاهريات في ملايات لف .. طرابيش و شوارب مبرومة ..
خواجات من كل صنف ..
اترك العنان لخيالك و حاول أن تهرب من قبح الحاضر بقدر ما تستطيع أن تهرب !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق