الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

قدرها العشق .. قصة قصيرة .. جيهان عجلان

جيهان عجلان

    خرجت بحزنها لا تعرف إلى أين تذهب ثقل بقدميها ،تجرجر أذيال الخيبة التي خيب الحلم بها ظنها ، شعور الوحدة قسمها نصفين ،تريد أن تغير الأماكن التى تتوشح بظلام وجعها ، وقفت على الطريق تشير للحافلة الذاهبة إلى تلك المدينة النائية عن منزلها ،هى لا تعرف لماذا هي ذاهبة هناك ؟ ، وكل ما تريده أن تذهب بعيدا لمكان لا أحد فيه يعرفها ،فهي مهزومة ، الدموع بعينيها متحجرة قاسية ليتها تسعفها وتنهمر ؛ لتطفئ هذا الحريق الذى بصدرها ، كان يراقبها من شرفة منزله القريب من منزلها فقد جاء منذ عام تقريبا ؛ ليسكن في نفس مدينتها لم تكن تعرفه ولم تراه من قبل ولكنه شاهدها صدفة وهى تعبر الشارع فلفتت انتباه قلبه وعرف بعدها أنها تسكن قريبا منه وأن شرفة منزلها قريبة من شرفته ، ظل يراقبها طوال العام ووجد قلبه وروحه ملئ بها فكان هو الآخر يفقد ما تفقده هي ، خرج ورائها مهرولا كان يعلم أنها بحاجة إليه وأن الوقت قد جاء ليخرج من صمته ويخبرها عن حلم عمره ، لم تراه وهو يتبعها ويركب نفس الحافلة التى استقلتها ، ركب فى آخر الحافلة وظلت عيناه عليها لينزل حيث تنزل هي ، لم تكن تعرف أن هناك بالحياة روح تشاركها نبضهاو حلمها و نفس ملامح روحها ودقات قلبها ، لم تكن تعرف أن ماعانت منه كان سبيلا ؛ لتصل لحلم عمرها لأنه بعد الصبر فوز ، وصلت الحافلة ونزلت هي كما نزل هو الاخر دون أن تراه سار تابعا لخطواتها عن بعد ؛ ليعرف إلى أين ستصل خطاها وصلت لحديقة مفتوحة كانت على جانب الطريق ،وجلست تحت مظلة الأشجار على مقعد ،وكأن الدموع المتحجرة في مقلتيها كانت خجلة من الناس وهى بالطريق وبالحافلة ،فمجرد أن جلست وحيدة انهمرت الدموع وعلى صوت أنفاس صدرها اقترب منها ؛ وكأنها من ضيق يطبق على اضلعها تصرخ بلا صوت ، لم يتمالك نفسه لم تهون عليه اقترب منها ؛ليعطيها منديله لتجفف دمعها ويقول لها بصوت حاني لا عليكي فلتهدئي فكل شئ سيكون بخير ، لم تعرف من سحابة الحزن التى تحجب الرؤية بعينيها ملامحه ،ولكنها بعدما هدأت شكرته حيث ظل جالسا على طرف المقعد التى تجلس عليه وهو يقول لها لا تحزني إن الله معنا تصمت لقوله وتحدث نفسها ومن أخبرك بحديث قلبي ، نظرت إليه بعدما تلاشت الغمامة من عينيها لذرف الدمع المنهمر لتتضح ملامحه وتسأله هل التقينا من قبل ؟، أشعر وكأني أعرفك من أنتَ ، قال أنا أسكن بجوار منزلك منذ عام تقريبا قالت ؛ ومن أتى بك إلى هنا رد دون تردد قلبي فقد كان يراقبك عن بعد ،نظرت متعجبة ولماذا ؟، قال لا أعرف ولكن هناك بالروح شئ جاء بي إليكي ، تبادلا الحديث فى أكثر من ساعة من الزمن؛ لتخبره عن أوجاع هدَّتها ويخبرها هو عن أيام بالعمر أثقلت قلبه اجتمعا فى كل شئ ، انتهيا من شرب القهوة الذى ذهب وأحضرها هو مر الوقت سريعا وكأن شئ ولد فى قلبها ،همت واقفة لتخبره لابد أن تعود لمنزلها فقد تأخرت كثيرا، لكنه أخبرها ما كان يخبئه منذ عام ، قال لها بعدما تحركت للرحيل أنا أحبك ليدوى صدى صوته بالمكان تسمرت قدمها ، لم تستطيع الالتفات لتنظر إليه ،ولكن تمالكت سرعة دقات قلبها لتقول له من متى قال: من ألف عام أحبك ولكني ضللت كثيرا حتى التقينا مد يده ؛ ليمسك بضعفها ويشير لقلبه ويخبرها هنا سندك هنا سكنك هنا وجودك ، ما كانت تعرف أن وسط حزنها العارم ستجد فرحة عمرها وأنه كان موعدها مع عشق العمر الذى راح منها والباقي منه ، جاء من مدينته النائية ليلتقي بها بعدما تفرقا من ألف عام ، كادت أن تزهق روحها من دونه واليوم رد بلقياه لقلبها الحياة . 

قدرها العشق 
رفيف العشق 
جيهان عجلان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق