أشخاص قد تعرفهم.
نبيل نجار
كيف؟!..كيف يمكن لصورة أن تحرق عمر الزمن بلحظة؟ أن تحيي ذاكرة كنت أظنها ماتت منذ عقود
عندما..لأول مرة قلت لها أحبك؛ لم تكن تلك الكلمة السحرية اللتي تخرق الحواجز وتجترح المعجزات الخيالية برومانسيتها؛ كانت أحبك العاقلة المصحوبة بشرح ظروف واقعية.
يومها قلت: مازالت أمامي سنةٌ جامعيةٌ وسنتان لخدمة الجيش، لايمكنني خلالها أن أتقدم لخطبتك ولاحتى تقديم خاتمٍ ذهبي صغير يربطنا رسميا ً
ووقفت أنتظر بكل خفقان اللهفة.. بكل ذوبان اللحظة.
تضرج وجهها الجميل بحمرة الخجل؛ أحنت رأسها ربما أقتربت بل تسللت أمسكت بحنو نبض شراييني؛ أسندت جبينها الذي أرتفعت حرارته على حافة قلبي.
حبنا كان عفيفاً كزهرةٍ برية؛صافياً كقطرة طل ولدت مع الفجر الشفيف وصادقاً كالحريق.
يوم جائتني وهي تضحك قالت: البارحة طلب يدي إبن جيراننا.
وقعت الجملة في قلبي كمخرز صاعق.
ـ هو طبيب يعمل في الخليج،جاء في إجازة شاهدني وجاء مع أهله البارحة،يظهر أنني أعجبته
مبتورة خرجت من فمي كلمة: ثم؟.
تبدلت فرحتها؛غشاوة من الدمع الشفاف غلفت عينيها الجميلتين،رمقتني بنظرة فيها كل لوم العالم وتأنيبه،نظرةٌ فيها معاني:ألاتعرف مكانك في قلبي حتى تسألني؟! أتظن أنني سأبدلك برجال الدنيا كلها؟! كيف تسألني وكأنك لاتعرف الإجابة!.
يومها انخلع قلب الطفل من صدري ذلك القلب المتعلق الأناني المستحوذ،سهرت ليلي كله مفكرا.ً(( أنا أقف في طريق مستقبلها..ماذا لوحصل لي شيء في السنوات القادمة؟ ماذا لو مت؟ أيذهب انتظارها هباءً؟....)).
يومها أتخذت القرار الذي شقق فؤادي، أدماه وتركه عاجزاً كسيحاً؛ سأتركها لن أقف في وجه مستقبلها وسعادتها حتى لو كانت مع غيري.
عزائي كان كلما إشتقت إليها أنني تصرفت بإيثار
منعت نفسي عن طرق سكنتها ضحكاتنا وذكرياتنا.
حظرت على عيني أن تبحث عنها بين الجموع كلما شممت عطراً يشبه عطرها وكان عطرها أجمل العطور في أوردتي.
البارحة فقط دخلت صفحتها وجلاً، قلبي يدق كقلب مراهق يشده الشوق والخوف.
صورها مع زوجها وأولادها إبتسامتها المنيرة شعرها جسدها كل مافيها كان يجعل الدماء تغور عميقاً في جسدي المرتجف،أحسست بالذنب يجتاحني شعرت كأنني أخون زوجتي وأولادي ترددت ولكن شيئاً كان يدفعني؛ يقهرني قهراً لأكتب لها.
بيدٍ وجلةٍ طبعت: مازلتِ كما يذكرك قلبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق