الصفحات

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

خاطرة بقلم شيماء حسين

 إذا كُنت بحرًا لتمنيت كوني سمكةً، وصدقني لعاندت قواعد الطبيعة وسرت في اتجاه تيار أمواجك وما عاندتُها قط.


وإذا كنت صخرًا؛ لَتمنيت كَوْني فُتات معدن ذهب داخل جوف باطن أرضك أو نبات دوم مُمتد الجذور بداخلها فلا أطلُب ثمارَها إلا بعد مِائتي عام.


وإذا كُنت بلدًا نائية؛ لَدعوت ربي كوني نهرًا متعدد الأفرع يشق منتصف أرضك فَأفيضُ لك كل عام بمعدل يُناسب بيوت وطنك.


ولَو كنت سماءًا؛ لتمنيت كوني طيرًا، وأُصدِقُك قولًا لن أُهاجِرَ مهما ساءت طَقسُك.


وإذا كُنت بحر الرمال الأعظم الذي يهابونُه هؤلاء؛ لَدعوت ربِّي كونك مُبتلع جسدي المتهالك هذا.


 وإذا كنت ثَغرا لتمنيت كوني بسمةً تزينُه.


وإذا كُنت أحد الميكروبات المسببة للداء؛ لكُنت كريات دم بيضاء فلا يبتلعُك غيري


ولو كُنت محيطًا؛ لَتمنيت كوني أكبر جزيرة بك يتآصل جذورها لقاع أرضك.


وإنْ كُنت زلزالًا؛ لَدعوت ربي كوني من توابعك فلا أترُكك حتى وإن كنت على باطل.


فلو كنت جبلًا وهذا الأقرب لِطباعك القاسية المظهر الخارجي والممتلئه بالخير لكل من يراه؛ لكنت يا نجم سمائي سيلًا يتجمع فوق ثغراتك فأُحطم كل من يصنع منك نقطة ضعف لتهديد كيانك الشامخ.


ولو كنت كوكبًا؛ لكنت نيزكًا يستهدف أرضك لِتكن موطني الأصلي وأُقسم لن أُؤذيك. 


⁦⁩يا نجم سمائي أنت كل هؤلاء فَعيني تَراك في كل موضع فَأَرجوك لا تكن راحلًا.


بقلمي/ شيماء حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق