كتب داود بلال
كتاب الآفاق التحليلية لقراءة الخطاب (دراسات تطبيقية)
نبذة عن الكتاب:
استمرارا في نهجه الهادف إلى التحفيز على الكتابة في مختلِف مجالات الإبداع والدراسات النقدية والفكرية، يصدر المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث كتابه الجماعي الثاني؛ فبعد المجموعة القصصية "الكلام المباح"، ثمرةِ المسابقة القصصية التي نظمناها على الصعيد العربي، نقدِّم كتابا آخر، يتناول عبر المعالجة التطبيقية الدقيقة، عددا من الخطابات بالدراسة والتحليل والمساءلة. واعتبارا لما تقدمه الدراسات المبثوثة في الكتاب من مقترحات تطبيقية تروم قراءة الخطاب حسب خصوصيته النوعية، ارتأينا أن نسم هذا التأليف الجماعي ب: "الآفاق التحليلية لقراءة الخطاب: دراسات تطبيقية ".
ولعلم جميع القراء، فإن مجال تحليل الخطاب يشهد تطورا ملحوظا على الصعيدين الغربي والعربي، وبات يغتني يوما بعد يوم بنظريات ومناهج كثيرة ومتعددة، تجمع بينها الرغبة في تعميق المعرفة بالخطاب، عبر كشف بنيته وتفسيره وتأويله، ويفرِّق بينها اختلاف المرجعيات الفكرية، وطبيعة النظر إلى الخطاب ذاته، ونوعية الأدوات المرصودة للتفاعل مع بنيات الخطاب وسياقاته وتفاعلاته الداخلية والخارجية.
ومع أن هذا الغنى المفهومي والمنهجي مهم ومطلوب، فإن الفائدة التي ينتظرها القارئ تتمثل في القدرة على الاستثمار الواعي والمنظم لهذا الكم من الأدوات القرائية في وضعيات تطبيقية قادرة على تقديم الخطاب في صورة علمية دقيقة، ولعل واقع الخطاب انطلاقا من تصور النظرية البلاغية القديمة له، يتطلب تفسيرا يمسُّ جانبين ، قد يستقلان عن بعضهما، وقد يتداخلان، وهما الجانب المتعلق بخلق الإمتاع ( الدهشة _ التغريب...) في نفس المتلقي ، والجانب المعني بالتأثير التداولي في المخاطَب. فالجانب الأول يتطلب ربط البناء النصي بقدرته على خلق المتعة، والثاني يستدعي تفسير تحققات الإقناع من خلال العناصر النصية. وفي حالة التداخل بين الجانبين (ولحازم القرطاجني كلام في هذا الباب)، يتدخل التفسير في الوظيفتين معا، الإمتاعية والتداولية .
وإن كان هذا التصور المذكور يرجع إلى أصل بلاغي، فإنه يستوعب إلى حد ما زوايا النظر إلى الخطاب في المناهج النقدية. فالمناهج النقدية في عمومها ، لها اهتمامات بما هو نصي في الخطاب، على غرار البنيوية وما يقاربها، وبما هو سياقي ( أو خارجي)، على غرار التداوليات وما يأتلف بها أو يقترب منها. ولا يُفهم من هذا الحديث العام عن المناهج أننا نقدم مصادرات متسرعة بخصوص أنواع المناهج وعناصر الاتفاق بينها، فالهدف من هذا الكلام هو التنبيه إلى أن النظر النقدي المنهجي يتناول البنية أو سياقها أو هما معا.
والأمر الذي يحتل أهمية كبرى في تحليل الخطاب يتحدد في الكيفيات التي نستطيع عبرها الإنصات إلى الخطاب وإلى إبداعه الخاص من غير تعسف في تنزيل أدوات المنهج. فالقراءة التحليلية (الجادة) للخطاب في نهاية المطاف، لا تقول المنهج، إنما تقول الخِطاب ذاته. ولكي تكون القراءة بهذه الصورة على الناقد (أو المحلل) أن يكون مبدعا في تشغيل الأدوات القرائية التي لا يُستحسن لها أن تظهر على نحو فج في القراءة، ويُفضَّل أن يحصل استيعابها في الخلفية التحليلية مع مرونة تنزيلها حسب متطلبات الخطابات وإشكالاتها.
وما كتبه الباحثون المشاركون في هذا الكتاب حاول أن يخلق هذا التوظيف الإبداعي لأدوات التحليل في التعامل مع خطابات متباينة الخصائص. فمن الواضح أن تحليلهم التطبيقي للمتون التي تعاملوا معها لم يكن مسكونا بهاجس النظرية، أو بهاجس آخر دائما ما يضر بالبحوث النقدية التطبيقية المعاصرة، وهو هاجس القول بأن هذا المنهج أو ذاك صالح لقراءة الخطاب، أو هو الأصلح لهذه المهمة دون غيره من المناهج؛ فالواقع أن البحوث المشاركة في الكتاب استثمرت معارف مختلفة، مثل روافد البحث البلاغي قديما وحديثا، والمعارف التي تقدمها الشعريات البنيوية والنظريات التداولية، وحاولت من خلالها قراءة خطابات أغلبها ينتمي إلى التراث، عبر الكشف عن أسرارها البنائية، وعن قدرتها على إحداث التأثيرين الحجاجي والإمتاعي.
قسم المنشورات المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث
فهرسة الكتاب
مقدمة……………..…………………….04
د. عبد الواحد الدحماني
تأويل الغرابة في الخطاب البلاغي بحث في "الأسرار" لعبد القاهر الجرجاني…….........………………..07
د.محمّد أحمد أنقّار
بلاغة المحكي الذاتي……………….32
د محمد الوردي
الرؤى في التراث العربي………...............…..……….58
ذ.حسن الطويل
خطاب التبكيت في رسالة (التربيع والتدوير): قراءة في مقاصد التوظيف الأسلوبي.… .......................……84
د. بلال داوود
المواقف التواصلية في رسائل اليوسي السياسية…………………………….107
د. خالد التجكاني
الوصية وصور التلقي: مقاربة حجاجية…………………………….154
د. فهد أولاد الهاني
بلاغةُ التّصوير عند الجاحظ: كتاب القيان أُنموذجا…………………….187
د. طارق رضى
بلاغة المقامة …………………….215
د. تركي أمحمّد
شعريّات النّصّ الأدبيّ من الاِنتاج إلى التَّأويل: قراءة تأويليّة في شعر أبي القاسم الشَّابي …………. 256
فهرسة الكتاب….………..278
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق