لقد ضرب أسالفنا أجمل الأمثلة ؛ كي يحافظوا على تراثنا الأدبي ، لا فرق في ذلك ، بين الراعي والرعية ، فالكل يسخر جهده ووقته لخدمة اللغة العربية وثراثها ، ومن ذلك ما حدث في البلاط الأموي ( في قصر عبد الملك بن مروان ) والسجال حول بيت نصيب بن رباح الذي قال فيه :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت... فيا ويح دعد من يهيم بها بعدي
وقد ذكر البيت بين الحضور ، وهم ينتظرون السجال والتباري في الرد ( النقد )
و شأن القوم الإجماع على أن عابوا البيت في مضمونه ، فقال عبد الملك بن مروان : لو كان إليكم ماذا كنتم قائلين ، فقال رجل من القوم : كنت أقول
أهيم بدعد ما حييت وإن مت ******* فوا حزنا من يهيم بها بعدي
فرد عبد الملك : ما قلت والله أسوأ مما قاله
فقيل له : فكيف كنت قائلا في ذلك يا أمير المؤمنين ؟
فقال : كنت أقول :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ****** فلا صلحت دعد لذي خُلة بعدي
(المبرد : الكامل في اللغة والأدب ج ١ ، ص ١٥٦) ..
أيستوي هؤلاء والذين يلهثون وراء الصَدف ، ويتركون الؤلؤ وراء ظهورهم ؟!
لا يستويان مثلا ، فالذين حافظوا على التراث ، لهم منا الشكر والتقدير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق