الأربعاء، 26 أغسطس 2020

كيف حافظ السلف على التراث ؟ . بقلم علي مهران

 

لقد ضرب أسالفنا أجمل الأمثلة ؛ كي يحافظوا على تراثنا الأدبي ، لا فرق في ذلك ، بين الراعي والرعية ، فالكل يسخر جهده ووقته لخدمة اللغة العربية وثراثها ، ومن ذلك  ما حدث في البلاط الأموي ( في قصر عبد الملك بن مروان ) والسجال حول بيت نصيب بن رباح الذي قال فيه : 

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت... فيا ويح دعد من يهيم بها بعدي 

وقد ذكر البيت بين الحضور  ، وهم ينتظرون السجال والتباري في الرد ( النقد )

و شأن القوم الإجماع على أن عابوا البيت في مضمونه  ، فقال عبد الملك بن مروان : لو كان إليكم ماذا كنتم قائلين ، فقال رجل من القوم : كنت أقول 

أهيم بدعد ما حييت وإن مت ******* فوا حزنا من يهيم بها بعدي 

فرد عبد الملك : ما قلت والله أسوأ مما قاله

فقيل له : فكيف كنت قائلا في ذلك يا أمير المؤمنين ؟

فقال : كنت أقول :

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ****** فلا صلحت دعد لذي خُلة بعدي

(المبرد : الكامل في اللغة والأدب ج ١ ، ص ١٥٦) ..

أيستوي هؤلاء والذين يلهثون وراء  الصَدف ، ويتركون الؤلؤ وراء ظهورهم ؟!

لا يستويان مثلا ، فالذين حافظوا على التراث ، لهم منا الشكر والتقدير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق