الصفحات

الخميس، 16 يوليو 2020

الرغبة .. بقلم اللا منتمي


الرغبه
هي الدافع لكل شىء ، فكل فكره بدأت برغبه ، و كل حلم بدء برغبه ، وبدايه كل نجاح رغبه ، و كذلك يبدء الفشل برغبه .
فكم من الرغبات الساكنة في قلب كل واحدٍ منا لم تتجاوز أن تكون فكره غير مكتمله النمو ، أو لم تجد من يخرجها إلى النور ، أو باتت حبراً على ورقٍ بالٍ طغى عليه السكون .
فبدايه الجنين رغبه لا تغدوا أن تنطفأ ، ويحتاج بعد ذلك إلى مايبقيه حياً كي يخرج إلى النور ، ثم يحتاج مايبقيه في النور مادام حياً .
و بديهياً أن ليس مايحتاجه الجنين و هو في رحم أمه كما يحتاجه عند ولادته أو كما سيحتاجه عندما يكبر .
و بديهياً أيضاً أن كل مايحتاجه وليد الرغبه أي الفكره أثناء مراحل نموها و تطورها المختلفة يحتاج إلى التطور أيضاً ، و إلا لبقيت الفكره دون تطور و بقي الجنين دون أن يكبر .

فعندما تتمخض الفكره الناتجه عن رغبه داخل عقل الإنسان فقد أصبحت عند مفترق طرق ، فإن كانت تسكن عقلاً يقطن رأساً يعلو جسداً قادراً على تحرييكها و إخراجها للنور و العمل على تطويرها ، فقد حيت الفكره ، و بقيت مابقي تطويرها و تفهم إحتياجاتها ومتطلباتها خلال مراحل نموها المختلفة ، و إلا حكم عليها بالموت و الإندثار و الفشل فور ولادتها ، أو عندما لا تجد كل ماتحتاجه في كل مرحله من مراحل نموها و تطورها .
و لقد قسم علماء الفلسفة الرغبه إلى سته عشر رغبه أساسيه تحرك البشر .
فالفصول رغبه ، و الحاجه إلى إكتساب المعرفة فضول ، و قد كانت الحاجه إلى المعرفة هي الدافع الأساسي لصعود الإنسان إلى سطح القمر .
فلك أن تتخيل مدى إمكانيه الإيمان بمثل هذه الرغبه عند إنسان يعيش قبل مئات السنيين ، إنه لدرب من الخيال و لا أبالغ إن قولت من الجنون .
فهي فكره لم يكن ممكن تقبلها أو تصديقها أو حتى تخيلها لولا إنها سكنت عقل رجل عمل على تحقيقها و الأمثلة كثيره .
فهل كانت السماء لتمتلىء بكل تلك الطائرات التي تقلنا من كل مكان لكل مكان لولا أن الفكره ولدت ف رأس يحملها جسد عمل على تحقيقها ؟!
لقد مات هو ، و بقيت فكرته ، و ستبقى ما حيينا .
و عمل الإنسان بعد ذلك على تطويرها و تحقيقها إلى أن تمكن في القرن الثامن عشر  من القيام بأول رحله طيران ناجحه و آمنه بإستخدام المنطاد .
و الحاجه إلى التواصل مع الآخرين رغبه ، و قد نتجت عن هذه الرغبه فكره ولدت في عقل مارك زوكربيرغ مؤسس موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك هو وزملائه إدوارد سافرين و داستن موسكوفيتز و كريس هيوز . وقد كان موقع " فيسماش " المولود الأول لفكره تطبيق الفيس بوك مقصوراً على طلاب جامعه هارفارد فيما بينهم عند إنطلاقه في ٢٠٠٣ ( تم إغلاقه بعد إنطلاقه ببضعه أيام بسبب إنتهاك الأمن و إستخدام صور هويه الطالب المستخدمة في الجامعة لملىء الموقع الإلكتروني ) .
و في فبراير ٢٠٠٤ تم إنشاء فيسبوك ، وكان الهدف منه في بادء الأمر مقصوراً أيضاً على مساعده طلاب الجامعة في التعرف على بعضهم البعض .
إلا أن مارك و ضع كل طاقته للعمل على تطويره ليشمل بعد ذلك الجميع . ويصل إلى ماهو عليه الآن من أهميه ومكانه إقتصاديه لا تقل عن مكانته الإجتماعيه .
ولو أن مارك لم يقم بتطوير الفكره و العمل على تطوير الموقع و توسيع رقعه المستخدمين ، ومعرفه إحتياجاتهم ومتطلباتهم في كل مرحله من مراحله لكان هذا الموقع العملاق الآن حبيس جدران جامعه هارفارد ولا يعرفه خارج أسوارها إلا القليل .
ولو كان ذاك الجسد الذي يحمل هذه الفكره في رأسه غير فعالاً و مصراً على تحقيقها لماتت و أندثرت فكرته بعد إنطلاق فيسماش ببضعه أيام .

هناك تعليق واحد:

  1. حلو اوى اسلوب الكاتب بسيط وعميق فى نفس الوقت وحقيقى الرغبه فعلا مفتاح الحياة وفى انتظار استكمال المقالات بالتوفيق ان شاء الله ��⁦❤️⁩��

    ردحذف