الصفحات

الاثنين، 1 يونيو 2020

حوار مع الكاتب عقيل فاخر الواجدي .. أجراه الكاتب محمد بكر مشتهري




فى أي بلد كان ميلاد شاعرنا ؟
- في مدينة تغفو  وسط  النخيل
 تحيط الاهوار الشاسعة مد البصر حيث النسائم المخضبة بسحر الهدوء  كقارب ينسل خلسة بين البردي والقصب  ، في احدى قرى مدينة سوق الشيوخ  من ذي قار الجنوب على اطراف نهر ( ابو شعثة ) في عراقٍ  اشرقت اول الحروف  في سماء ُسومَرِهِ  وِلِدْتُ .. .

تخصصك العلمي ؟
- بكالوريوس ادارة واقتصاد / قسم محاسبة  من جامعة البصرة  .


إسرد لنا بداية موهبتك ؟
- تفتحت عيناي على الدنيا وقد وجدت الكتاب محط اهتمام من أبٍ  ( رحمه الله ) لايكاد يفوته وقت الا ويستغله في القراءة  فتسلل هذا العشق الى روحي مبكرا  فلم اجد الا وانا  ادوّن اول حروفي في الثالثة عشرة من عمري ، كتابات اقرب الى احساس الشعر من سواها من الكتابات حتى بدات ملامح الكتابة تتجلى  بوضوح بعد عدة سنوات  فكتبت الشعر اولا  ومن ثم القصة .  وان كان ولابد ان اذكر استاذين – شاكرا لهما فضلهما -  اثرا في توجهي نحو الكتابة وهما الاستاذ ( ناجي الواجدي ) في مجال الشعر ،والاستاذ ( عبدالمحسن البدري ) في مجال القصة .


حضرتك لك عدة أعمال شعرية فالتدخل السرور علينا ولتتحدث عنها ؟
- لي ثلاث مجموعات مطبوعة ، اثنان  في الشعر ( فلسفة الطين  و  ميارنا )  والمطبوع الثالث في مجال القصة القصيرة ( كاني ) ، الكتابة بشكل عام هي هاجس ومتنفس اجد نفسي فيه مهما كان جنسه لذا اجتهدت ان ارسم بحروفي  ملامح عالمي بما يحيطني من فرحِهِ وأساه ، آماله وخيباته ، عالمي الذي لاينفصل عن عالم مجتمع اعيشه بكل تفاصيله ، وهذا التماهي مع المجتمع جعل مني اكثر  قدرة في التعبير عن مكنوناته ومكوناته ، فلم  استظل ايدلوجية محددة  متخذا منها عائقا تحول دون التعبير عما سواها ، الانسان هو الهدف الذي لم ولن احيد عن التعبير عنه ، فالادب الذي لايندرج  في اُطر الانسانية هو ادب  مشوّه لاينفك ان يلفظ انفاسه سريعا كأيّما جنين مشوّه لايدوم بقاؤه .
ولأن الانسان هدفي الاسمى فقد حظيت العديد من كتاباتي سواء في الشعر او القصة المراتب الاولى او المتقدمة في مسابقات لها شأنها  سواء  في المغرب العربي  او مصر او في بلدي العراق .

بالتأكيد تقرأ لغيرك من الشعراء فلمن تحب أن تقرأ قديما وحديثا  ؟
- اول القراءات  تمحورت في البداية في قراءة الشعر الغزل متمثلا بـ ( قيس ليلى ، جميل بثينة ، كثير عزة   و نزار قباني ) ثم اتسعت دائرة الكتابة فشملت اساطين الشعر في العصرين الاموي والعباسي وعلى رأس هؤلاء الشعراء كان للمتنبي النصيب الاكبر في قراءة شعره واغلب ماكُتب عنه  اضافة الى المعلقات ، اما من الشعراء المحدثين  فكان السبق للسياب ثم الجواهري ونازك الملائكة  وشوقي وحافظ ابراهيم ، اما في مجال القصة  فقد قرات العشرات من الروايات سواء من الادب الروسي  او ادب امريكا اللاتينية او العربي  الذي استهواني اسلوب نجيب محفوظ  ويوسف ادريس وغيرهم الكثير .

هل واجهت مطبات فى حياتك أثرت فى طريقك لواجهتك الأدبية ؟
- لااظن اني انفرد عما سواي ممن لهم هذا الشغف في عالم الكتابة  التي هي  نتاج مؤثرات لايدركها الا ذوو الاحساس المرهف وممن جبلت ارواحهم  على استقصاء ما لايستطيع سواهم على ادراكه وتقصيه ، سواء كان هذا المؤثر عاطفي  او بتوجيه ممن يستشعر لديك الموهبة ، لكن لايمنع ان تكون الحياة بتجاربها المتعددة هي  صاحبة الاثر في تنمية وصقل الموهبة ومن ثم القدرة على ترويض الفكر في اطار من الكلمات التي لايجيدها  الا موهوب بحق .

الإنسان طالما هو حي يرزق فلا يموت عنده الطموح .. إلى أي مدى وصلت لطموحاتك ؟
- تعثر الطموح كثيرا لكني اسنده بقوة ايمانٍ ان بوسعي ان اعطي الاكثر والافضل ، فلازال الكثير مما يختلج في ذاكرتي او مما تحويه دفاتري من مسودات اتمنى ان يسعفني الوقت في تحقيقها .

التخصص فى شىء واحد من تخصصات الحياة يجعل من الإنسان جاهلاً فى أمور أخرى ....ولهذا كانت الثقافة العامة أمر ضروري لشمولية المعرفه..... ما رأيك ؟
- المعرفة رأس مال المثقف وبما ان للمعرفة ابوابا لاحصر لها لذا على الانسان  ان يسعى بقدر  جهده ان يقطف كل مايصل اليه فكره من ثمارها  مستفيدا من فهمه العام لتجربته الحياتية او لما ضمته الكتب في طياتها من تجارب وطرائق قادت الكثير منهم الى تصدر المشهد الثقافي والادبي  والسياسي ، لذا انا ممن لايميل الى التخصص في القراءة ولايدعو لخطوط حمراء فكل المعرفة مباحة للمثقف وبالاخص الكاتب .

الأدب بصفة عامه و الشعر بصفة خاصة يحتاج إلى كم كبيرا من المفردات اللفظية والإستعارات ...الخ
فمن أين تأتيك لتكوين أبياتك الشعرية ...هل من وحي تجارب واقعية أم مجرد خيال ؟
- المفردة رصيد حي بوسع الكل ان يقتني منه مايشاء دون أي وجل فهي – المفردة – ليست حكرا على احد دون سواه  لكن تبقى طريقة الترويض لهذه المفردات ووضعها في اُطرٍ جميلة مغايرة لما يطرحه الاخرون هو الحد الفاصل بين الابداع واللا ابداع ، ولايتأتى ذلك الا من خلال المطالعة المستنيرة المرتكزة على الدقة في اقتناص المفردة المؤثرة التي تمنحك المساحة في التعبير مما لاتمنحه مفردة سواها  ولايكون هذا الا بالاطلاع على ماحفظته بطون الكتب في شتى المجالات بلا استثناء .

دور النقد فى مسيرة " الواجدي عقيل " ؟
- الكثير من النصوص التي كتبتها حظيت بالنقد من اساتذة مختصين  ولاشك ان النقد المبني على الطرح السليم هو مقوّم وساند للكاتب وكاشف لعثراته التي يفترض به تجاوزها ، وقد حظيت كتاباتي بدراسات نقدية لكثير من الاساتذة منهم ( عزة الخزرجي – تونس ، باسمة الحاج يحيى – تونس ،  والاساتذة : ماجد كاظم علي ، خلود البدري ، وجدان عبدالعزيز ، احمد عواد الخزاعي ، جعفر حاجم البدري  ، كاظم حمود الحصيني ، حسن الشنون ، حسن عبدالغني  من العراق ) وقد كان لهذه الدراسات الاثر الجميل في اتساع الرؤية وادراك الحقيقة ، ولست اتحسس من أي رأي نقدي مهما كان فالكل محترمون لدي .

بكل بلد لغتها الخاصة ( العامية ) مادورها فى تأليف أشعارك وهل تفضلها عن الفصحى ؟
- بالرغم اني اعيش في مدينة هي موطن الشعر الشعبي بفطاحلة ِ شعرائها وعديدهم  الا اني لم اجرب الكتابة باللهجة العامية وربما هذا نتاج القراءات الاولية التي تمثلت بالمعلقات وكبار شعراء العصرين الاموي والعباسي  فلم تمل نفسي الى كتابته رغم انه يستهويني كثيرا الشاعر الشعبي ( عريان السيد خلف ) الذي يعد القامة الابرز في الشعر الشعبي العراقي .
وتبقى اللغة الفصحى هي اللغة الاقصر والابلغ في التواصل بين الشعوب العربية لذا تبقى هي المفضلة عندي .

- ختاما لابد من تقديم عظيم الامتنان ووافر العرفان  لمجلة مصر الادبية  ممثلة بالاستاذ محمد بكر مشتهري  بما تفضل به من منحي هذه الفرصة الجميلة لأكون ضيفا  غاية مااتمناه ان اكون قد وفقت في ايصال اجاباتي بيسر .

شكرا لك أستاذي الفاضل وتمنياتي لك بدوام النجاح والتوفيق

وكان هذا حوارنا  مع الشاعر المبدع الواجدي عقيل

وحوارتنا مع المبدعين بمجلة مصر الأدبية  لاتنتهي
إنتظرونا ........

تحياتي
محمد بكر مشتهري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق