الصفحات

الجمعة، 5 يونيو 2020

حكاية مثل : " إن السقط يحرق الحرج " بقلم علي مهران

حكاية مثل : " إن السقط يحرق الحرج "
المثل أُسطوانة سليمة ، جديدة ، أو قديمة ، تؤدي دورها كل حين ، يأمرها المثل ؛ فتتمثل ، وتؤدي عملها ؛ فينتفع الناس بدورها ، ومثلنا : " إن السقط يحرق الحرج " وروي : " إن السقط يحرق الحرجة "  ، السقط : الردئ والحقير من المتاع ، والحرج : الشجر الكثيف ، لكل مثل حكاية ( مورد)  تعود إليه وحكاية مثلنا تعود إلى الأصمعي وغلام من بني أسد ، قال الأصمعي : بينما أنا بحمى ضربة إذ وقف عليّ غلام  من بني أسد في أطمار (الثوب البالي) ، ما ظننته يجمع بين كلمتين ، فقلت : ما اسمك ؟ ، قال : حريقيص ، فقلت : أما كفى أهلك أن يسموك حرقوصا ( حشرة صغيرة مجنحة كالبرغوث) حتى صغروا اسمك ، فقال : " إن السقط يحرق الحرج " ، فعجبت من جوابه ، فقلت : أتنشدنا شيئا من أشعار قومك ؟ ، فقال :
سكنوا شبيثا والأحص وأصبحوا ......نزلت منازلهم بنوشيبان
وإذا يقال أتيتم لم يبرحوا.......... حتى تقيم الخيل سوق طعان
وإذا فلان مات عن أرومية.... .........رفعوا معاوزفقده بفلان
قال الأصمعي : فكادت الأرض تسوخ بي ( أقع) ؛ لحسن إنشاده الشعر ، فأنشدت الرشيد هذه الأبيات فقال : يا أصمعي ، وددت لو رأيت هذا الغلام ؛ فكنت أبلغه أعلى المراتب ،
ويضرب المثل للرجل الصغير ، قد يصير إلى أعظم ، والرجل الذي تستحقره ، قد يصير محل من تعظمه ، ويسد مسد  الجمع ، من الناس ، وهو فرد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق