الثلاثاء، 30 يونيو 2020

رواية من المجهول للكاتبة خديجة جلفة الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر : القنصل الغامض

كان في غرفه الإجتماعات يترأس فريق الذئاب ..نظرا إلي ساعته عدّه مرات و لا يعلم سبب تأخر النمر فقد أخبره اأن هذا الإجتماع عاجل و طارئ بخصوص المجهول و كان متلهفاً جداً لحضوره و لكن هذا التأخير ..عطل كل شيء ...
و قف الغراب قائلاً :سياده العميد اتأخرنا كداا و كل دقيقه بتروح مننا هتتقتل ضحيه جديده ..
اضطر العميد إلي بدأ الإجتماع و لكن قبل البدء دخل المساعد بعد أن طرق الباب ظن منهم أنهوا النمر...... قدم المساعد التحيه و اخبره بالخبر الذى أوقع قلوب الجميع
المساعد بحزن : سياده العقيد ....المقدم مراد الأنصارى عمل حادثه
قام الجميع من على مقاعده و أسرع سليم إليه و امسكه من ياقته قائلاً بعنف
سليم  :أنت اتجننت مراد مين ال عمل الحادثه
اكمل المساعد : و كمان كل المعلومات ال وصلت بتقول ...انوا ...انوا
سليم بحده :انو ايهه أخلص
المساعد بحزن شديد :للأسف سياده المقدم مراد توفي ... 
جلس العميد على كرسيه و مسك رأسه بألم ...لم يتوقع أن تحدث الحادثه ابداً ..اما بالنسبه للفريق فمنهم من جلس مكانه بعدم تصديق و منهم من ظل واقفا و هو يكذب أذناه ما سمعت .أما سليم فترك المساعد و رجع للخلف و هو يضع يده على صدره من هذا الألم المفاجئ ...و يدور فى عقله ...لم يتبقى لى شئ فى هذه الحياه قتلوا كل و رده فى حياتى انهوا الربيع و عم صيف شديد الحر سيتلون بغضبي....
أعتدل سليم و هو يقاوم هذا الالم فأخوه بالدم قد مات ليس هذا و قت الأنحناء سيأخذ بثأره و يقتل من تسبب فى حاله الحزن على كل أحبائه و لكن يبدوا ان الحياه إذا أرادت ان تحزنك بشده فلا مفر ستحزن ...ستحزن
أكمل المساعد :و أختوا المهندسه فريده ماتت
عم حاله من الصمت أو لنقل الصدمه التي ألجمت لسانهم .....و شلت أرجلهم لم يستطيع أحد أن يقف مكانه جلس سليم على أقرب كرسي له ...و لم تمر للحظات حتى وقف العميد موجه كلامه للمساعد قائلاً
العقيد : حصلت الذاى الحادثه
المساعد :على طريق الصحراوى للقاهره و الفيوم ..كل الأخبار ال وصلت بتقول ان العربيه متفحمه و ال جواها
قام سليم من مكانه و قد شعر بخيط أمل تسرب له
سليم :يعني ممكن الجوا العربيه ميكنش هماا..
المساعد :جايز يا فندم لكن الأمل ضعيف
أسرع سليم إلي  الخارج و ركب سيارته و قاده بسرعه كبيره جداً ..
أما عن الفريق فقال العقيد و هو يخرج
العقيد :أستعدوا ساعه و هنكون فى موقع الحادثه
و خرج الجميع من الجهاز إلي  موقع الحادثه
---------------------------------
كانت سيارات الشرطه فى كل مكان و قد أغلق الطريق من الأمام و الخلف ..بعد أن جائت سياره الأسعاف ..جاء أحد العساكر إلي رجل المباحث و يدعى محمد الذى كان واقف يدخن بعيداً عن الموقع و قال
العسكرى : أحنا مش هينفع نطلع الجثه لأنها متفحمه جداا و لو طلعنها يبقى الجثه مش هتطلعع كامله
أخرج محمد دخان السجار من فمها و نظر الى العسكري قائلاً
محمد :طيب هتعملوا ايه
العسكرى :مفيش قدمنا غير حلين يا فندم يا أما الجثه تطلع مش كامله يأما هنقطع العربيه بطريقه معينه لكن المشكله أننا مش عارفين الجثه موقعها ايه بالظبط خايفين نقطع العربيه الجثه تطلع مش كامله برضوا..
القى محمد السيجار بعد أن انتهت من فمه و قال
محمد:هنستن فريق الجهاز يوصل هما يتصرفوا معاه
العسكرى :بس يا فندم دول عقبال ميوصلوا مش اقل من ساعه و نص و احنا مش هينفع نسيب الجثتين كدا
محمد بغضب :انت هتعلمني شغلي و ال ايه غور اعمل ال قولت عليه
بعد مرور نص ساعه وصل سليم الذى كان يتسابق مع الرياح للوصول إلى موقع الحادثه ...ذهب مسرعاً إلي الكمين بعد ان نزل من سيارته و اسرع يخترق تلك الشارات الصفر التى كانت ملتفه حول مجسمات برتقاليه ..اوقفه أحدهما و هو يشهر سلاحه حول رأسه
الرجل :أنت أتجننت الذى تعمل كدا....اتفضل أرجع بدل مضرب عليك
دفع سليم الرجل بقوه ليقع على الارض بشده و توجه الى رجل المباحث الذى كان يتابع الحوار بهدوء أعصاب مستميت
سليم :هما فين
محمد بهدوء أثار سليم أو لنقل أنها الشعله التى أشعلت فتيل النار بداخله
محمد :أنت عارف الراجل ال وقعتوه دا ممكن يعمل فيك ا....
لم يكمل محمد كلامه بسبب تلك الكمه القويه التى أطاحت بيه بعيداً....توجه سليم إلي  سياره الاسعاف سريعا ...لعله يجد أي أحد يحدثه ..و بالفعل و جد بعض العساكر موجدين فأسرع إليهم
سليم بغضب :هما فين ...أتاكدتوا أنهم ....طب الجثث ودتوها فين ..انطقوا يا بهايم
قال أحد العساكر : أحنا ي فندم مش عرفين هنطلعهم من العربيه الذاى الجثث متفحمه خالص ولو شدناهم مش هتطلع كامله و لو قطعنا العربيه خايفين منخدش بالنا و الجثث مش هتطلع كامله برضوا
سليم بغطب جمّ وصوت عالى :انتو أغبيه يعنى ايه خايفين ...هاتوا الحاجه ال هتقطعوا بيها العربيه
عسكرى أخر :بس ي فند....
قاطعه سليم بحده :مش هعيد كلامي تاني
رجع العسكرى بضع خطوات للوراء و ذهب عسكري أخر وجلب جهاز مثل المنشار كبير واعطاها لسليم ....توجهه سليم نحو السياره وهو يقدم رجل و يأخر الأخري ..و عندما وقعت عيناه على جثه مراد و هى محترقه..ي الله كم لهذا المنظر من بشاعه ......لقد رأى الكثير فى هذا الموقف لكن صديقه واخوه بالدم ...لم يستطيع كبح دموعه التي لم تنزل من عينيه منذ موت والدته ......أحس بأن بشرته كانت فى صيف شديد لدرجه أنهو أحس بأن وجهه يشتعل من ملوحه دموعه .......مسك الجهاز بيديه جيداً و قام بأنزاله على باب السياره من حافته و قال
سليم :بسم الله .....يا رب
و من خاب من قال يا رب ...أنتهي سليم من فتح الباب بهدوء وهو يحاول أن تكون الشرارات التى تصعد من أختراق الباب طفيفه لكى لا تلمس جثه مراد ....بعد مرور ساعه كامله أستطاع فريق الإنقاذ و الطوائ و سليم و باقى أعضاء الفريق ..أخراج جثه مراد و فريده من داخل العربه و نقلهم إلى سياره أسعاف وقبل أغلاق الباب .....وقف سليم قائلاً
سليم :استنوا ....
صعد سليم إلي السياره وجد الجثتين مغطاه بالقماش الأبيض كلياً ....أقترب سليم من جثه مراد وهو يدعوا الله بداخله أن لا يكون هو ....
قام بنزع الغطاء من على صدره و نظر إلى جانبه الأيمن بعيد عن القلب ...و هو يتفحص تلك المنطقه بشده بسبب تفحم الجثه ....و لكن كان القدر عكس تفكيره ....وجد الندبه التى كانت السبب فى تجميعه سويا ..وجدها غائره كما هى ....فتأكد انه مراد .....

خرج سليم من السياره بصعوبه و هو لا يقدر على كبح تلك الدموع ....فليس عيب للرجل أن يبكى فأصدق شئ عند الرجل ..هى دموعه أقترب منه أحمد و جلس بجواره قائلاً بحزن

أحمد :علشان تبقى ظابط يبقى بتضحي بنفسك ..أنا مريت بال أنت فيه دا قبل كدا بس أشد بمراحل ..... لما كنا طالعين نقبض على مجموعه من مهربى المخدرات و أسلاحه لمافيا كبيره فى المكسيك ...بعد مقبضت عليهم كنت قائد الفريق وقتها ..كنت خايف اووى على آدهم ابنى فدخلتوا مدرسه داخليه و لحد الآن......و أتفقت أنا و نوره (زوجته) أننا نأجل الخلفه حالياً ..لكن جات فى يوم قالتلي أنها حامل .....أنا كأب و غريزه فينا فرحت جداً ..لكن فرحتي متمتش لما بعد شهرين من حملها لاقتها غيبت برا فى الشغل و لما رحت سألت عنها........  قالولي أنها خرجت بسرعه علشان جالها فون و معرفناش ايه ال بيحصل ..أنا وقتها حسيت أن الدنيا بتلف بيا .......و شبه عارف ايه ال حصل ..جالى اتصال و راجل بيقولى لو عايز مراتك قبلني على طريق ****رحتلهم جرى ...لقيت مراتى من بعيد حجابها مشدود و نص هدومها متقطعه و كانوا ربطين رقبتها ب حبل زى الكلاب (بدأ أحمد فى البكاء بشده وهو يتزكر مشهد زوجته الذى لم يغب عن عينيه قط) و أول منزلت من العربيه سابوا الحبل و هى أول مرفعت وشها و شافتني جرت عليا جامد ...و فجأه و بدون أى مقدمات لاقيت جسمها بيوقع على الأرض بعد مالراجل ال كان مسكها فرغ  ثلاث رصاصات من سلاحه على ضهرها وظهرلى واحد من العدم من ورا و فى أقل من ثانيه كان الرصاص ال فى سلاحه ..متفرغ فى بطنها ....و ضرب رصاصه فى رجلى... مشهد عمري منسيتوا و لا هنساه .........أنت شفت جثه المقدم مراد لكن مشفتش و هو بيتقلب بالعربيه و لا العربيه بتتحرق ...... المقدم مهما كان مش أخوك من نفس الأم و الأب ...

نظر سليم الى أحمد  بصدمه فها هو القنصل الغامض يتحدث عن نفسه... فلكم كان انطوائي و غامضاً جداً....فاق أحمد من شروده فى ماضيه المؤلم و نظر حوله وجد جميع فريقه ينظرون اليه بحزن .......سيطرت عليه حاله من الغضب فلكم يكره هذا النظرات ..نظره الشفقه على حاله .....قام من مكانه قائلاً بحده

أحمد : لو كل واحد هيموت حد عزيز عليه مش هنمسك المجهول دا ..يبقي حرام علينا الحياه ال أحنا عيشنها دى .....ناس كتير ماتت و ناس أكتر هتموت ...هنأجل حزننة لحد مناخد بتارنا منهم ......

قال العميد و هو يتجه لسياره ليذهب خلف سياره الأسعاف

العقيد :بعد دفن جثه مراد هنجتمع فى المكان سرى

هز الجميع رأسه بالموافقه و صعدوا الى سياره مدرعه كبيره و ذهبوا خلف العقيد و سياره الاسعاف

-----------------------------------

تلقي تلك الفاجعه بالصدمه شديده أثرت على المراكز الحسيه فى جسده نظراً لأنه كبير فى السن .....نظرا الى الظابط شادى الذى على باب و مسك الباب بشده يستند عليه ...لاحظ شادى عدم اتزان وجدى و مسكه لباب بهذه الطريقه ....و سرعان ما وقع وجدى على الأرض مغمي عليه ...تقدم شادى بسرعه الى وجدي و قام برفعه عن الأرض و وضعه على أقرب أريكه قابلته ....و وضع أصبعيه على الجانب الايمن من رقبته وجد النبض بطيئ....فأسرع بمهاتفه الاسعاف التى  سرعان ما كانت تحت البنايه ........نقلوا وجدى الى مشفى خاصه .....و كان شادى معه بعدما أمره العقيد بملازمته حتى يستعيد وعيه....و لكن لأسف أخبره الطبيب بأنه بغيبوبه سكر و موعد ايفاقته غير معلومه

------------------------

كانت تراقبه من بعيد الى أن وجدته يخرج من مكتبه و المعمل بسرعه ويصعد إلي سيارته .........تماشت بهدوء و ثقه و هي ممسكه بحقيبتها الى أن وصلت إلي باب غرفته و فتحته بكل هدوء و دلفت الى الداخل ... أرتدت قفازات فى يديها .....و أقتربت من المكتب و بدأت بفتح أدراجه واحد تلو الأخر و لم تجد سوى ملفات خاصه لا تثير الشك متعلقه ب فوزي ...نظرت حول المكتب جيداً  وجدت حقيبته التى أخرج منها الهاتف و الخط  فى ركن بعيد ...أقتربت منها و مسكتها و قامت بوضعها على المكتب ....و فتحتها ولكنها لم تجد الهاتف التى تتذكر رؤيته جيداً .....مسكت بعض الملفات و استطلاعتها و لكن لم تجد شئ فقامت بوضعها مرا اخرى فى الحقيبه و لكن وقعت صوره فتوغرافيا  تحمل أكثر من أربع أشخاص أنحت بظهرها و مسكت الصوره المقلوبه و قبل أن تعدلها برقت عينيها بصدمه................
______________________
روايه من المجهول
بقلم خديجه جلفه (بنت القدس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق