الكاتب الكبير /أيمن خالد دراوشة
جرت العادة أن أسئل ضيفي عن اسمه كاملا
اسمحلي هنا ألا أسألك... حيث كتبَ قلمي اسمك تلقائيًا وبدون عناء وكيف لا أعرفك! والجميع أيضًا
سيدي.. أي بلد أنجبت لنا كاتبنا الكبير أيمن دراوشة؟
أنا من الأردن من محافظة الزرقاء
التخرج والتخصص
البكالوريوس من جامعة بغداد – تخصص علوم إسلامية
الماجستير من الجامعة الأردنية – تخصص أدب قديم
سيدي .. فلتنير مجلسنا هذا وتحكي لنا عن نشأة موهبة كاتبنا الكبير أيمن دراوشة...
الحديث طويل لكني سأختصر قدر الإمكان حيث تحيط الغرابة والجنون بكل ما يمس نشأة موهبتي.
بدأت الكتابة من عمر 9 سنوات وكنت في الصف الثالث الابتدائي حينها ... لم يكن وقتئذ سهلا أن تحصل على كتاب أو مجلة أو صحيفة ... فالوضع المادي لا يسمح لك بشراء سندويشة من المدرسة والحمد لله ...
لا أخفي عليكم أنني كنت مغرما بقراءة الأخبار الثقافية والفنية ، والمصدر الشارع أو حاويات القمامة أو الحصول على قطع من الجرائد من الجزارين والباعة المتجولين حيث كانت تستخدم آنذاك وربما ليومنا هذا لبيع الحلويات بمختلف أشكالها وكذلك الحبوب مثل الترمس والبليلة كما نسميها عندنا بالأردن.
ومن الصحف اليومية عرفت صفحة المواهب وصفحة التسالي والمنوعات ... فجربت حظي وأرسلت بالبريد إلى صحيفة اسمها الدستور وهي صحيفة أردنية حيث تم نشر أول خاطرة لي ... كان النشر حينئذ بمثابة الشيء العظيم فهو مقصور فقط على المتنفذين وبعض المحتكرين للزوايا الصحفية التي لا يتركونها إلا بوفاتهم..
كان بداياتي طفولية وما زلت أحتفظ بالكلمات المتقاطعة ومربعات الحروف التي أيضا نشرت بالصحف وشاهدها الكثير من المعارف...
تعرضت لصعوبات في البداية لكن استمريت حتى أصبحت أكتب بمقابل وكان هذا في المرحلة الإعدادية ... في أيامنا كانت هناك قصص للفتيان تسمى بالألغاز وما زلت أذكر مؤلفها محمود سالم ومحمد الطرزي ... كنت أجد لذة بقراءتها لا تعادل لذتي بقراءة الكتب الحديثة بمختلف مواضيعها... وبسبب الوضع المادي المتردي كنا نتبادل هذه الألغاز بين الأصدقاء ونعيد ما أعرناه واستبدلناه.
هكذا بدأ مغامرتي الكتابية تتعمق وصرت أقرأ لكبار الكتاب مثل إبراهيم ناجي ومحفوظ والسياب وأبو ماضي وجبران وأحمد رامي وأحمد شفيق كامل والأبنودي ...
نجحت بكتابة الخواطر بداية ثم انتقلت لكتابة البحوث الموثقة والمقالات المختلفة وانتقلت للقصص ومن ثم الشعر المنثور غير الموزون ومن ثم إلى النقد الأدبي ومسرح الطفل ... وختامها مسك بالشعر الغنائي الملحن سواء باللهجة المصرية أو الشامية أو غيرها... وما زلت أبحث عن الجديد في ظل تسارع مواقع التواصل والتكنولوجيا الصاروخية.
سيدي ..أدخل السرور علينا و حدثنا عن أعمالك.
أعمالي كثيرة منها ما هو مطبوع ومنشور ومنها ما ينتظر وهذه بعضها ...
- بعض المؤلفات المطبوعة:
1- حين يهبط الليل - مجموعة قصصية – 2007، وتُرجمت إلى الإنجليزيّة.
2- كم كنا رائعين معاً - مجموعة قصصية – 2008.
3- سلسلة قصصية للأطفال - 2015
4- صعوبات التعلم بين النظرية والتطبيق – دراسات – 2018.
5- إحداثيات الزمن في اللغة العربية – دراسات – 2017م
6- الحب والتمرد في السرد الروائي العربي في– نقد – 2018
7- النظرية التوليدية التحويلية لتشومسكي 2019 – تحت الطباعة.
8- ديوان شعر عامي لا أفكر بطباعته
9- ديوان شعر فصحى لا أفكر بطباعته
كاتب في مجال (النقد الأدبي - القصة القصيرة – القصة القصيرة جداً – نص الومضة -الشعر – المسرحية – البحوث والدراسات – الهايكو - النقد – الشعر الغنائي الملحن – السيناريو – أدب الطفل( قصة – مسرح – بحوث – مقالات ).
فى عالمنا العربي نادراَ ما نجد شيء عن الخيال العلمي في الأعمال المختلفة
فما سبب ذلك .
الخيال العلمي موجود ومطلوب خاصة في عصرنا الحاضر ، لكن صعوبة الكتابة بهذا النوع من الأدب تجعل الكثير من الكتاب يبتعدون أو يعزفون عنه ... الخيال العلمي للأطفال هو ما يحفزهم على التفكير وقلة أعمال الخيال العلمي ناتجة عن قصور فينا نحن العرب واكتفينا بترجمتها فقط سواء بقصص أجنبية أو بتقليد واستنساخ أفلام الغرب الذي هو خيالهم وليس خيالنا...
بالتأكيد جميعنا واجه صعوبات من أجل تحقيق أهدافة وأمنياته ،فهل واجهت هذه الصعوبات وكيف تغلبت عليها لتكون ( الكاتب أيمن دراوشة )
لو فرش طريقي بالورود لما سمعت بي ، الصعوبات واليأس والإحباط والفقر وتحطيم أعمالي من أعداء النجاح هو من صنع أيمن دراوشة بعيدا عن أي ألقاب.
للكاتب وحي يسافر له حتى يُحضر المعاني والألفاظ والاستعارات ....الخ لتدوين إبداعاته....
أسرد لنا تجاربك وخبراتك في هذا الموضوع .
هذا ما يسمى بكتابة وليدة اللحظة حيث الوحي جاهز ... كتاباتي التي أكتبها نتيجة معاناة هي الأقوى فنيا والأصدق مشاعرا وعاطفة ... أيمن دراوشة لا يعرف صناعة الألفاظ ، الشاعر المصري الشهير عزت الطيري قال يوما عن إحدى نصوصي إنَّ الجنيات هو من يكتب لي أعمالي ، وهذا يكفيني من قامة كبيرة كعزت الطيري.
النقد الأدبي من آخذ به تَعلَم ومن أعطاه ظهره تَندَم ...
رأيك في النقد على المستوى العربي وهل يُنصف الكاتب أم هو نقد لمجرد ( المهنة)
أنا في الأصل ناقد وأنا أعتبر النقد صنف من صنوف الأدب ذي المتاعب ولهذا عزفت عنه من سنة تقريبا ... والسبب اتهامي بأنني لا أنقد سوى للبنات وتارة بأنني منافق وتارة مرتزق ... وغيرها ممن أعطيتهم كل فني وجهدي ...
وسبب آخر مهم هو أن بعض الكتاب يريدوني كخاتم بإصبعهم لدرجة أن الكثير منهم ينزعج إذا نقدت لصديق أو صديقة كونه على عداء معه أو معها ... هذا وسط تافه ولا يستحق النقد ... حاليا أنقد باختياري وأرفض النقد المطلوب مهما كان نفوذ الكاتب أو الكاتبة ... وأقولها صراحة أنني ندمت كل الندم لنقدي نصوص لأشخاص لا يستحقون ...
بالنسبة للحركة النقدية العربية فلا يوجد نقد أصلا فكل الكتب النقدية مترجمة والغير مترجمة اعتمدت على كتب غربية ... النقد لدينا صفر وخاضع للمجاملات أو حتى تصفية حسابات ... طالما لا يجمعنا منهج موحد فنحن نقديا لا شيء
لكل منا طموحات .. إلى أين وصلت مع طموحاتك
إلى النهاية ... وسأعتزل الأدب والفن حالما تحقق إحداها
اللغة العربية في عصرنا هذا ... إلى أين
وماذا تفضل هل الفصحى أم العامية؟
اللغة العربية محفوظة مهما حاول المستغربين من هدمها ، ووضعها جيد في ظل حماة العربية من كافة مبدعي الوطن العربي ... كان لدينا عشرات الشعراء ... الآن لدينا ملايين الشعراء ... وملايين الروائيين ... وملايين القاصين ... ومن يكتب العامية فئة قليلة ... لكن حتى العامية هي لغة عربية ولهجة من لهجاتها وطالما كانت بعيدة عن الابتذال فلا بأس بالنظم بها ... بالنسبة لي أنا الفصحى والعامية يكمل بعضهما الآخر وقد نظمت أشعاري بالعامية أكثر منها فصحى وأكثرها من الشعر الغنائي ...
وهكذا كان الحوار مع ضيفنا الجميل
أيمن دراوشة
الحوارات مع مبدعي القلم لن تنتهي .. إنتظرونا .....
تحياتي ؛
محمد بكر مشتهري


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق