الصفحات

الأحد، 12 أبريل 2020

إنما يعاتب الأديم ذو البشرة .. بقلم علي مهران

" إنما يعاتب الأديم ذو البشرة " .
المثل معونة ، يقدم لنا المؤونة ، في الشدة يأوينا ؛ فتكتب لنا النجاة ، وفي الرخاء يقف بجوارنا ؛ ليحمينا من زهوة النفس والخيلاء ؛ فيقدم لنا النصح والرشد ، وعلى أثرها تكون النجاة ، ومثلنا : " إنما يعاتب الأديم ، ذو البشرة " والبشرة : ظاهر الجلد ، والأدمة : باطنه ، فالمثل من واقع الحياة له حكاية ، وأصل ( مورد ) يتضح منه من أين بدأ المثل ؟ ، بدأ المثل من التأمل إلى الدباغ ، فالجلد عنده إذا لم تصلحه الدبغة الأولى ، أعاده مرة أخرى إلى الدبغ ، هذا إن كان الجِلد ذا قوة وجَلد ( تحمّل ) ، أو يتركه إن كان الجلد ضعيفا ، وبه وهن ؛ لئلا يزداد الجلد ضعفا ،
ومعنى المثل : يعاتب من الناس من تصلح معاتبته ، ويترك من لا يجدي معه العتاب مخافة اللجج ، والثرثرة ، وعلى هذا يقول الشاعر :
وليس عتاب الناس للمرء نافعا .... إذا لم يكن للمرء لب يعاتبه
ونظرا لاختلاف وجهات النظر ، فقد مُدح العتاب ، وذم .
فمن مدح قال : " ... ويبقى الود ما بقي العتاب " .
ومن ذم قال : " العتاب رسول الفرقة ، وداعي القلى (البغض ) ، وسبب السلوان (النسيان ) ، وباعث الهجران "
 ويضرب المثل لمن يقبل العتاب ، ؛ فيؤدي العتاب إلى إصلاحه ، وترك من لا يجدي معه العتاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق