الصفحات

الخميس، 26 مارس 2020

سبل النظافة ميسورة ـــــــــــــ ( المشهد الثالث )


كتب علي مهران
من كتاب مرتع التمييز
سبل النظافة ميسورة ـــــــــــــ ( المشهد الثالث )
تابع لبيب - كعادته - غنمه فهو يتفقدهم بين لحظة وأخرى ؛ فرأى نعجة نظيفة ، تسر الناظرين ، فشدت  انتباهه طرتها التي تبرق وتتفاعل مع غرتها ، كأنها البدرفي ليلة التمام ، تأمل لبيت فيها فرأى الصوف يبرق ويتراقص مع أشعة الشمس ، فتهتز خيوط الإعجاب عند لبيب ؛ فشدت النعجة لبه ، إن الخيوط الفضية المتلألئة كفيلة بإدخال السرور
فتذكر لبيب بيت البارودي
كأن غرتها من تحت طرتها   ********  فجر بجانحة الظلماء منتقب .
فازداد سروره ، عندها نظر لبيب إلى غنمه وقال : أسس النظافة متوفرة ، وغير مكلفة ، فشيء من الماء قليل بالنظافة كفيل ، وللأمراض مزيل ، هلم اشكروا أختكم لإهدائها نصيحة عملية لكم ، واحذوا حذوها ، يطوّق جانبكم الإعجاب ، وتنجذب إليكم الألباب ،  بعدها بدأت حلقة الوصل ( تواصل الدرس ) .
لبيب يصغى  إلى المثقف ، والمثقف يرد إليه إصغاءه  ، وبدأت مرحلة الحملقة
المثقف : أيها الراعى لبيب  سنتكلم عن التمييز الملفوظ ، وهو أربعة أنواع
وأعطى  نعجة  زمام الحوار ، قالت نعجة : نبدأ بتمييز الوزن
وهو كل ما يوزن ومن أمثلته : أكلت كيلو فولا 
فجاءت  لفظة "كيلو "نكرة مبهمة تشمل مفاهيم كثيرة ، ونريد توضيحها  فلزمها التقييد ، فجاءت كلمة فولا ، وحققت المراد ، فبينت وميّزت .
سيد الكباش دخل فى السجال وأخذ بتلبيب الحوار ، وكان جالسا  فقام وخطا خطوتين وقال : النوع الثانى المكيال :
على سبيل المثال : اشترى الراعى أردبا فولا ، و أردب ذرة ، وأردبا من شعير .
تبسم لبيب وقال : كأنكم تريدون علفا ، أليس كذلك ؟
هزت الأغنام الرؤوس من أعلى إلى أسفل : تقصد الموافقة والتأييد
لبيب : على الرحب والسعة : الملاحظ أن التمييز الملفوظ - أيها المثقف - جاء منصوبا وجاء مجرورا بمن والإضافة
المثقف الصغير : نعم يا سيدي ، سوف يتم التوضيح عند حديثنا عن الإعراب
لبيب : والنوع الثالث من الملفوظ أيها المثقف
المثقف : النوع الثالث يخص المساحة ومثاله ياسيدي : زرع الفلاح فدانا برسيما ، أوفدان برسيم  ، أوفدانا من برسيم
لبيب : هذا تلميح ، أراغب أنت فى زراعة البرسيم ؟ أليس كذلك ؟
ضحك المثقف وقال : بلى ياسيدي ، فأنت لبيب ، ولك من اسمك نصيب .
لبيب : وأنت أيها المثقف الصغير ، نريد منك أن تشاركنا الحوار .
المثقف الصغير : بكل سرور يا سيدي ، النوع الرابع من التمييز الملفوظ  يخص العدد ، بمعنى  أن يأتي عدد مبهم يحتاج إلى تمييز يوضحه ، ومثاله : قرأت ثلاثة كتب ،  فثلاثة عدد مبهم ، يحتاج إلى ما يوضحه ؛ فجاءت على عجل كلمة كتب ، لتوضح المعنى المقصود من العدد .
نظر لبيب عن جنب ، فبصر بخروف يتمايل خيلاء  ، منعزل ، يرفض التقارب  ، ولا يعبأ بالحوار ، وقال الخروف في نفسه  هامسا :  ما قيمة ما يقولون  ؟ ، فقد سولت له نفسه أنه على صواب ، بعدها أعرض ونأى  بجانبه
عندئذ  قال لبيب : لله دره فيلسوفا  ، أيا سقراط ، أنت من قلت : تكلم حتى أراك
فقال المثقف الكبير يا سيدى : كم من كائن تبجله وتهابه فإن تكلم فرت منه هيبته
المثقف الصغير : وكم من فرد لا تعبأ به فإذا تكلم استقر في عين التقدير
ولله دره شاعرا من قال :
وكائن ترى من صامت لك معجب *** زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده **** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
لبيب  : ما شاء الله ،  كلام طيب ، إلى لقاء آخر - إن شاء الله - ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق