تمردت على كل الأوجاع جحدت كل الأحزان مزقت ثيابها السوداء التى كانت تتوشح بها ؛ لتختبئ من العالم حولها ، والقت بكل ذاك السواد المكتظة به خزانتها ، وقفت أمام المرآة تحدث نفسها بصوت مبحوح من أنا تجيب الأحزان المكحلة بها عيناه أنا قتيلة ذاك العشق الأسود ،حلت خصلات شعرها المرفوعة دوما فوق رأسها ،لتنساب أحلام الطفولة على كتفيها التى ودعتها من يوم قتلها بلا ذنب ، وقالت أين عمري ؟أين طفولتي ؟ من أنتي سرقتيني مني لهذا العالم الأسود الحزين ؟ لماذا سمحتي له أن يقتلني ؟ ردت عليها صارخة لاتلوميني فلومي قلبي ، قالت لها : كانت كالطفلة تفرح وتحزن تضحك وتبكي حتى رغم المشيب الذى تخلل بين خصلات شعرها ، رغم الحزن الذي يسجنها فى غرفتها المظلمة ، رغم الطريق الذي تخشى السير فيه فى الظلام ، رغم الأشياء التي لم تعد تلفت انتبهاها ، كانت على قيد الحياة ،جاء وباغت قلبها بعشق أسود أخبرها أنها بكل نساء الأرض وأنه لا يستطيع الحياة بدونها، رسم لها قصر العشق كقصور الأساطير طارت بلا أجنحة، رقص قلبها بلا سيقان فرحا أعلنت للدنيا عن فرحها،أعدت كل الأشياء وجاء موعد عرسها ارتدت ثوبها الأبيض الذى أبهر جمالها ،أخبرها أنه قادم بالطريق ؛ ليحملها لقصر العشق المشيد بنبض الروح والقلب مر الوقت ضاقت بصدرها الأنفاس تتساءل لماذا تأخر عني؟ اتصلت واتصلت لا مجيب، تغامزت العيون، وتهامست الكلمات أين هو مر الوقت وحل الظلام ولم يأتي ؟ لا تعرف شئ اسدلوا ستائر الفرح حل الحزن اطفاؤا المصابيح ، وذهب الناس بين متساءل ومتعجب ،عادت مع أهلها وقد سالت الدموع مختلطة بكحلها الأسود ؛ لينطفئ الفرح في وجهها ، وفجأة يرن هاتفها فتجده المتحدث وقبل أن تنطق كلمة واحدة ، قال قتلتني معشوقتي يوما ما وخانت عشقي ، فعذرا سيدتي لا تصدقي العشق الأسود صرخت حتى فقدت وعيها ، ولم تفيق من وقتها ظلت نائمة فى عالم الحزن تتساءل وما ذنبي أهو صدق قلبي وعشقي ؟ ، مرت أعوام وهى نائمة بمدينة حزنها ، واليوم تشرق شمس الحياة متسللة بين أضلعها المنكسرة وهى جالسة في صمت حزنها ، لتردد بنبض الحياة الذي دب في شريانها و قالت سأعود للحياة ، العشق الحقيقى موجود ولن أخذل يقين قلبي ما كل العشق أسود كعشقه ، عادت وفتحت باب مغلق على النور والفرح؛ لترقص على الماء فرحا ولا تخشى الغرق فما زال ذكر العشق ينبض به قلبها ،وتقول اليوم مات العشق الأسود ولن يضيع باقي عمرها
"رقصت على الماء فرحا "
جيهان عجلان
رفيف العشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق