
كيف أعود لسابق عهدي، بعد ضياع هيبتي في حارة تناكة، التي كبر ابناؤها وصاروا رجالا، يريدون أن يأخذوا مكاني في مقعد الصدارة، فيفرضوا رأيهم على الجميع، وهم لا يفهمون أسرار ما يدور حولهم من ملابسات ومعضلات، وقد ظللت لسنوات طويلة، كبيرهم، وعائلهم، أمام الحارات الأخرى، اليوم تجمهروا معترضين على حكمي، وقراراتي، وعلى الطريقة التي أنتهجها في تدبير الأمور لاستتباب الأمن في عواطف وأزقة الحارة. بالكاد أمسكت نفسي، بعد أن كدت أن أصدر أوامري لرجالي الأشداء، للبطش بهم فيسحقونهم، ويطرحونهم أرضا، ثم يعلقونهم من أرجلهم كالخراف في الحارة، لولا أن رأيت ضرغام أصغر أولادي، هو من يقودهم، فاردا ذراعيه، صارخا بصوته، شامخا بصدره، فأثرت الرحيل ورجالي بعيدا عنهم، قبل أن تقع الكارثة.
أحمد أبو سيد طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق