السبت، 14 سبتمبر 2019

ظلال الشموع .. للكاتبة إيمان صالح

 ظلال الشموع
                                   
  ***********
إلى من منحنا الكذب.. إكسير ..
فرحلنا رغماً💔..لم نعد كما كنا..ولم تكونوا يوماً شيئاً..
                                       ************
سقط قلبه ،قبل أن يصل إلى عربات القطار المتفحمة بضحاياها،
لم يجد من حبيبته سوى سوار ذهبي..لم يكن يدرى من هول المنظر أنها ستكتب السطر الأخير من حكايتهم الأسطورية..
حب عذرى فى زمن عز فية الإخلاص .. وندر فيه الرجال ..
فريدة بالنسبة له ليس مجرد امرأة تشاركه تفاصيل مأساته اليومية .. وتلد له من نبع الألم ..أمل ..
فيشرق من جديد ..
لم يصدق أنها  رحلت يوماً .. صدمة عمره التى جعلته يراها فكل الوجوه ..
يجول ويزور أطلال مدينته المهجورة .. إلا منها... و يغمض عيناه فيشعر أنها تسير بجواره .فيجثو على ركبتيه..يلمس آثر خطاها..ويحتضن ذراعيه...ويبتسم.للريح....
يصرخ و يجرى كالمجنون .."هى هنا.. هى هنا "
ويكتب عالجداران و المرايا
"ستعود يوماً .. و سنلتقى ..فى أيلول ستلمس يدى  خصلات الذهب .. من جديد"
لم يعد يرى حتى وجه..فالمرآة
فى كل صباح ظل مراد .. يصنع القهوة التى لم يحبها يومياً..
فقط ليشعر أنها بجانبه تحتسي السعادة  فى فنجان ..
وفالمساء يضيء شمعة .. ليرى أنعكاسها فى ظلال الشموع...
وتمر الأيام وهو وحيد..يحيي طقوسها بشغف.. زاهداً الحياة دونها ..عسى أن تعود يوما .. فيولد من جديد
.. يقبل كل يوم صغارهم ويحتضنهم.. فيجد بعضها فى ملامحه والأخرى فى حركاتها
وتعجز الكلمات عندما يسأله أحدهما
"أين أمى يا أبي ؟ "
فترد دموعه: "فالسماء تسكن القمر  وتسبح مع النجوم.."
فيصرخ الصغير
"متى ستأتى ؟! أنا اريدها اريدها اريدها لاتقول لى غداً قد جاء غداً وبعد غداً وبعد الغد.."
"قل بصدق ياأبي "
فيرد بصوت مختنق : " ستعود يوماً .. و سنلتقى ..فى أيلول ستلمس يدى  خصلات الذهب .. من جديد".
إيمان أحمد صالح-مصر 💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق