تنزل الستارة معلنة عن انتهاء العرض. لكنها ما تزال واقفة تنتظر.
.
الجمهور غادر القاعة. وأضواء المسرح بدأت تخفت تدريجياً إلى أن عمّ الظلام المكان.
ظلت واقفة على حالها وراء الستارة شاردة. مقتنعة بأن دورها لم ينته بعد، كيف بالستارة تنزل الآن!.
كأنها تريد أن تقول: انتظروا.. لا تغادروا؛ فأنا مازلت هنا.
تريد أن تضيء النور مجدداً .. هي لا تستطيع أن تكون في مكان مظلم.
كم ترغب في إزاحة هذه الستارة اللعينة.. وتعلن أنه لم ينته دورها بعد.
لن يسمعها أحد، كما أنها عاجزة عن كشف الستارة، وإضاءة الأنوار من جديد.
قررت أن تتقدم إلى الأمام وتنزل من المسرح، لتأخذ مكان الجمهور
في صالة العرض؛ علها تعيد شريط المسرحية من بدايته لتشاهده.
فرأتها ماسخة وبررت للجمهور خروجهم السريع..وأدركت سبب انسدال الستارة قبل أن تكمل عرضها؛فشكرتهم في سرها لاستمرارهم في المشاهدة طوال فترة العرض.
لكن صوتاً آخر ينبعث منها قائلاً:
- "لو انتظروا قليلاً ، ربما أصبحت الأحداث جميلة،وتطورت إلى ما هو أحسن، غير أنهم
تعجلوا في المغادرة".
- "إنهم انتظروا كثيراً.. ثلاث ساعات متواصلة من الدراما الكئيبةدون أية بارقة أمل.. من الطبيعي أن يشعروا بالملل ويغادروا..إن طاقة الفرد على تحمل الكآبة محدود رغم تأقلمه معها،
لتهربي من هذا المكان، اخرجي من المسرح كله".
- "و ماذا عن النهاية السعيدة التي طالما أردتها أن تكون ؟".
- " مثليها في خيالك إن استطعت".
.
- "لا أستطيع المغادرة فروحي عالقة بالمكان تأبى الرحيل".
.
- "إذن تمتعي بالوحدة المعذِّبة واجلدي روحك المنهكة،فقد حُرمتي مُتعة الفرار، ولن تتذوقي لذة عدم الانتظار حينما تأخذين من البُعد قرار".
- تمت-.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق