الصفحات

الأحد، 1 يونيو 2014

أحمد مراد: تعاملت مع كل أسرة مبارك..وهم من أكثر الناس احتراماً (حوار)

استطاع الروائى الشاب أحمد مراد فى وقت قصيرأن يحفر لنفسه مكانا متميزا فى عالم الأدب، فمن خلال رواياته الأربع: فرتيجو، تراب الماس، الفيل الأزرق وأخيرا 1919 - الصادرة حديثا، جمع بين الإثارة والحياة الإجتماعية والسياسية فى المجتمع المصرى، وهو ماجعل الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم يقول عنه: "لا يوجد فى مصر من يكتب بهذه الطريقه لقد أصبح رائدا لنوع روائى جديد فى مصر".
لايريد مراد أن يدخل الحياة ويخرج منها دون أن يترك علامة ويؤثر بشكل ما فى حياة الناس، وربما هذا يفسر النقلات المفاجئة فى حياته العملية فمن العمل كمصور فوتوغرافى، للعمل كمصور مساعد فى أفلام هامة فى السينما المصرية مثل أيام السادات، ومواطن وخبر وحرامى، ثم مصورا فى رئاسة الجمهورية ، ومصمم أغلفه روايات، وأخيرا روائى وسينارست .. ورغم ذلك فهو شخصيه هادئة لا تدل نبرة صوته الثابته على كم الطاقة والانفعالات التى يحملها بداخله والتى لا تظهر إلا على الورق.
وعلى الرغم من تربع روايات أحمد مراد على قوائم مبيعات الروايات فى مصر إلا أن الكثير من الجدل يصاحبها دائما، من انتقادات لأحدث رواياته التاريخية، إلى انتقادات صاحبت وصول رواية الفيل الأزرق للقائمة القصيرة لجائزة البوكر.
حول أعماله والانتقادات التى يواجهها كان الحوار التالي مع الكاتب أحمد مراد.
- لماذا اخترت الكتابة عن ثورة 1919 تحديدا؟
* ثورة 1919 من الثورات المظلومة جدا فى الأدب، لم يتم ذكرها كثيرا فى الروايات، كما أنها تحمل الكثير من ملامح الإنسان المصرى، وتحمل أكثر من ملامح الثورة التى نعيشها منذ ثلاث سنوات، أعتقد أنه من الأفضل أن ننظر للماضى لتحديد المنطقة التى نقف بها لرؤية المستقبل.
- الأحداث والشخصيات عن ثورة 1919 لكن لماذا يشعر القارئ أنك تكتب عن ثورة يناير؟
* التشابه واضح جدا والتاريخ يعيد نفسه لكننا لا نقرأ بشكل كافى، ولا نسلم الراية كأجيال للأجيال التى تلينا بشكل صحيح، وأيضا الجيل الحالى لا يتعب نفسه بالبحث فى الماضى، فالمسئولية مشتركة فى تسليم المعلومة والبحث عنها من الماضى وهو ما يجعلنا نعيد تكرارأخطائنا، لذلك كتبت عن ثورة 1919، والتشابه لم يكن مقصودا بقدر ما كان حتميا.
لم استوعب بعد
- لماذا لم تكتب رواية محورها الأحداث التى تمر بها مصر منذ قيام ثورة يناير بشكل مباشر؟
* الأحداث كثيرة للغاية ما بين 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، والاستيعاب صعب جدا، وأنا انسان طبيعى أصل لمرحلة الوقوف مشتتا فى لحظة ما وأقول "أنا مش فاهم حاجة" ، كيف أكتب عن فترة لا أشعر أصلا أننى أستوعبها ولا أمتلك أى رؤية ناضحة بخصوصها؟، بالنظر مثلا فى فهرس أعمال نجيب محفوظ نجد أنه توقف عن كتابة الروايات عقب ثورة 1952 ولمدة أربع سنوات تقريبا حتى يفهم ماحدث ليخرج علينا بروايات عن تبعات الثورة ورجال ونخبة الثورة.
استيعاب الاحداث بين ٢٥ يناير و٣٠ يونيو صعب جدا وانا انسان طبيعي اقف مشتتاً في لحظة واقول : «مش فاهم حاجة»
- فى رواية 1919 كيف تعاملت مع الشخصيات التاريخية من منظور أدبى؟
* بعض الشخصيات لها أصول حقيقية وبعضها شخصيات روائية خيالية. حرصت فى مقدمة الرواية علي وضع عبارة تشير لكون الرواية عمل أدبى حتى لا يستقى القارئ المعلومة من رواية. المعلومة نبحث عنها فى الكتب التاريخية لأن الرواية فى النهاية عمل ممتع يثير عدد من الأسئلة ومطلوب من القارئ التفكيرفى الموضوع والبحث بنفسه.
بالنسبة للشخصيات التاريخية أضع لها الأعمدة والأساس السياسى الثابت لكن كل ما هو داخل الأحداث أما الحوارات فهى متخيلة بالطبع.
- هل يصعب إعطاء الشخصية التاريخية بعد انسانى درامى أثناء كتابة العمل الأدبى؟
* بالطبع صعب لأن الشخصيات التاريخية لها شكل راسخ فى عقل الناس والكتابة عن شخصيات مثل سعد زغلول، صفية زغلول، أو عبدالرحمن فهمى ورؤيته بمنظور إنسانى بعيدا عن كتب التاريخ والكتب المدرسية صعب لكنه ممتع فى نفس الوقت، وأهم ما فيه كسر فكرة الشخصية المقدسة سواء بالإيجاب أو السلب لاننا فى النهاية بشر سلوكنا يقع فى المناطق الرمادية.
أخبار ودراما
- لماذا تعاملت مع الوقائع التاريخية فى شكل مراسلات؟
* لأن بعض الأحداث تكون هامة ولا يمكن سردها بشكل درامى قد يقطع خيوط الدراما داخل الرواية فكان الأفضل معرفتها فى شكل خبر كأننا نسمعها فى الراديو حتى تُحدث تأثيرها فى حركة أحداث الرواية فهى ليست مؤثرة فى الشخصيات الدرامية لكن مؤثرة فى حركة الشكل العام للرواية.
- من أكثر شخصية تاريخية فى هذه الرواية واجهتك صعوبة فى الكتابة عنها؟
*الشخصيات النسائية الحقيقية لإنها ليست مذكورة فى التاريخ بشكل كاف ، والحديث عن مشاعر المرأة المقهورة فى ذلك الوقت بشكل حقيقى وتخيل مدى العبئ الانسانى والمجتمعى عليها كان أصعب ما واجهنى فى الكتابة.
- كيف عرفت بخبر ترشح رواية الفيل الأزرق لجائزة البوكر العربية؟
* لم أكن أعلم أصلا موعد الجائزة، وفوجئت يوم 11 فبراير بسيف سلماوى يوقظنى من النوم ليخبرنى أن الرواية ترشحت للبوكر، طبعا لم أصدق نفسى يومها، بعدها بدأت انتظر ميعاد ظهور القائمة القصيرة، ونقل المسئولين فى دار الشروق خبر وصولها للمرحلة النهائية، فعلا إحساسى يومها لا يوصف، فقط سجدت لله شكرا من الفرحة.
احمد مراد : لجنة متغيرة من الاصدقاء تقرأ اعمالي قبل النشر
احمد مراد : لجنة متغيرة من الاصدقاء تقرأ اعمالي قبل النشر
مبيعات وفنيات
- بماذا تفسر النقد الشديد الذى تعرضت له بعد وصول الرواية للقائمة القصيرة للبوكر؟
* الهجوم بدأ منذ اعلان القائمة الأولى، البعض قال انهم لا يعترفون بى ككاتب، والبعض انتقد بشدة أسلوب السرد أو اللغة المستخدمة فى الرواية، والبعض كان يشير للتعارض بين المبيعات والفنيات على اعتبار أن الكاتب الذى تحقق رواياته مبيعات عالية فهو شعبى و"سبكى" وفى المقابل فإن الكاتب الراقى هو الذى يقدم أعمالا لا يفهمها الجمهور، أو أن فكرة الـbest seller والفن الراقى لا يجتمعان وهذه المدارس موجودة فى كل مكان ، أصحابها مبدأهم نحن نكتب لنحصد الجوائز وأنت تكتب لتحقق المبيعات، لا تدخل منطقتنا ولن ندخل منطقتك.
- لكن ألا تجد أن بعض هذه الانتقادات بها جانب من الحقيقة خاصة فيما يتعلق بلغه الكتابة؟
* العامية التى اكتب بها لا تظهر إلا فى الحوار، ولو رجعنا للتاريخ سنجد أن أهم الروايات التى ظهرت فى فترة الستينات لمصطفى مشرفة كانت رواية (قنطرة الذى كفر) وهى من كلاسيكيات الأدب المصرى ومكتوبة بالعامية بالكامل، ورغم ذلك كتب مقدمتها يوسف إدريس. وكثير من الأدباء يستخدمون اللغه العامية فلا أنا اخترعتها ولا أنا الوحيد الذى يستخدمها كما إن العامية المصرية مفهومة فى كل الدول العربية.
وبعد كل رواية أقرأ ما يوجه لى من انتقادات وأعمل عليها، بعد رواية "فرتيجو" قلت لن اكتفى بالموهبة وقرأت كتبا فى فنون الكتابة والسرد، وبعد "تراب الماس" كان من المفترض ذهابى لحضور كورس فى الكتابة الروائية فى انجلترا وتعذر سفرى فاشتريته وذاكرته فى مصر.
كتابة الجنس من أجل الإثارة سهلة للغاية ولكني لا افعل ذلك والبنات في الشارع تسمع من الالفاظ ماهو العن مليون مرة مما أكتب
- جمهورك يضم شرائح عمرية متعددة وأكثرهم الشباب لكنك تستخدم بعض التلميحات أوالألفاظ غير اللائقة؟
* عندما أكتب لا استهدف سنا معينا، ولا اضع أمام عينى الوصول لشريحة معينة من الجمهور، وفوجئت بأن لى جمهورا فى المرحلة الإعدادية، هذا السن لم يكن فى تصورى أثناء الكتابة، وأسلوبى ليس فجا فالبنات فى الشارع تسمع من الألفاظ ألعن مليون مرة مما أكتبه، وبمقارنة سريعة بين رواياتى وروايات الآخرين سنجد أن الجنس فيها لا يمت بصلة لهدف الإثارة على الإطلاق، بالعكس إذا كنت أريد كتابة الإثارة فهى مسألة سهلة للغاية، أنا أكتب روايه بها قضية ما، ولا أكتب قصص بوليسية ولا قصص الجريمة.
- لكن رواياتك تضم جرائم أيضا؟
* هل يمكنك تصنيف قصة قابيل وهابيل بأنها قصة بوليسية؟ بالعكس هى قصة خيانة، غدر، حب وقربان لله رفضه من أحدهم وتقبله من الآخر، نعم حدثت بها جريمة لكنها فى الأساس ليست قصة بوليسية.
وفيما يتعلق برواية "الفيل الأزرق" ورغم أنى أنظر للرواية كحياة كاملة وأكره تصنيفها لكنى أصنفها كقصة حب. شخص أحب فتاة ولم يستطع الارتباط بها فتزوج أخرى لا يحبها وأقام علاقة مع ثالثة. إذن فى الأساس هى قصة حب تخللتها تفاصيل جريمة قتل وهى ليست رواية إرشادية ولا تعليمية. رواية بها متعة وتعمد لإثارة الجدل عند القارئ، والأجزاء التى تظهر بها علاقات جنسية فى الرواية لا يمكن حذفها، ولو حذفها القارئ وشعر إن الرواية تسير بشكل طبيعى يبقى أكيد أنا باعمل حاجة مش صح. أضع الجنس واللفظ فى الرواية بميعاد ولسبب معين، ولو لم يكن له مبرر أقوم بحذفه.
اعيد قراءة ماكتبته يوميا وكل اسبوع وبعد ان انتهي اعرض ما اكتب كاملا علي لجنة متغيرة من الاصدقاء 
لجنة للقراءة
- هل تعيد قراءة ما كتبته بعد الانتهاء منه؟
* يوميا، وكل أسبوع، اقرأ الرواية من أولها حتى الجزء الذى توقفت عنده للحذف والإضافة أوالتعديل، وبعد الانتهاء من الرواية أعرضها على لجنة من أصدقائى لأستطلع رأيهم.
- لكن لجنة الأصدقاء قد تجاملك؟
* على العكس، لجنة الأصدقاء تتغير فى كل مرة حسب الرواية، لكى تضم متخصصين فى الموضوع الذى تعالجه الرواية.
- هل تجد ان رواياتك مكتوبه بالأساس لتتحول إلى أفلام وأن عينك منذ اللحظة الأولى على المشاهد وليس القارئ؟
* رواية كالفيل الأزرق لم تكن تتحول إلى فيلم بأى شكل، ولو قرأها أى منتج سيعتبر تحويلها لفيلم مغامرة مجنونة لأن خيالها صعب تنفيذه فى السينما المصرية. تجربة فيها مغامرة، وتحتاج قدرات كبيرة من الممثلين، صحيح جاءت لى لحظات أثناء الكتابة تمنيت فيها لو تحولت لفيلم لكنى كنت أبعد الفكرة عن رأسى لإنى لو قررت وقتها كتابتها للسينما كنت سأدمر روايتى بيدى وكانت أحداثها ستتغير تماما.
عرضت «الفيل الأزرق» علي مروان حامد كصديق لكي اعرف رأيه فيها وهو من طلب مني ان أحولها الي فيلم 
لكنى عرضت الفيل الأزرق على مروان حامد كصديق لأعرف رأيه فيها، فهو كقارئ لديه حس عالى للإيقاع والتفاصيل الصغيرة، بعدها وجدته يبدى رغبة فى تحويلها لفيلم فقلت له ان الروايه بها خيال لا أريد حذفه ولا يمكن تنفيذه، لكنه أكد لى إمكانية تنفيذه للرواية بما تحمله من خيال، بل وطلب منى أن أكتب السيناريو بنفسى وهو السيناريو الثالث لى ، لكن المشروعين السابقين لم يظهرا للنور.
- ولماذا لم تكتب سيناريو "فرتيجو" عندما تحولت لمسلسل؟
* تتر المسلسل كُتب عليه مأخوذة عن رواية "فرتيجو"، ولم أكتب السيناريو لأن طبيعة العمل التليفزيونى لا تناسبنى على الإطلاق، وتفقدنى إيقاعى، أنا بطبعى ملول. فكرة إطالة الأحداث وفرد المشاهد يجعلنى أبطئ من ايقاعى وهذا لا يناسبى أبدا كما أن عمر المسلسلات قصير عكس السينما، الأفلام تظل علامات على مدار السنوات.
- وهل ستعيد التفكير بعد التغييرات التى حدثت فى سيناريو المسلسل؟
* لو تحولت الرواية للسينما سأكتب السيناريو بنفسى وهو تحد صعب لأنه مطلوب منى فصل شخصيتى ككاتب العمل ولا أقول هذه جملتى وأنا أحبها ولن أغيرها، بالعكس لا بد أن أفصل نفسى تماما وأتعامل مع العمل كأنه عمل جديد، وقمة الإبهار أن اعيد تقديم الشخصيات وأحداث العمل الذى كتبته بنفسى من قبل.
كريم وخال
- بالنسبة لفيلم الفيل الأزرق هل كان لك دور فى اختيار أبطال العمل؟
* أول اختياراتى كانت كريم عبدالعزيز، واتفق معى مروان حامد بأن كريم يحمل قدرات كبيرة لم تظهر فى أى من أفلامه السابقة. وفعلا أثناء التصوير أبهرنى بأداء لم أكن أتصوره. خالد الصاوى كان مناسبا جدا لدوره وعبقرى فى أدائه وأجد التحدى الحقيقى لكريم فى هذا الفيلم فى هو خالد الصاوى الذى يلعب فى منطقة من الجنون. والمفاجأة الحقيقة كانت نيللى كريم لأن الهجوم على اختيارها كان كبيرا من الناس حتى شاهدوها فى مسلسل ذات. ولبلبة قدمت دورا رائعا.
أحمد مراد - تصوير محمود حفناوي
أحمد مراد - تصوير محمود حفناوي
مصور بالرئاسة
- مصورالرئاسة وكاتب وسينارست أليست تنقلات غريبة؟
* أنا من مواليد برج الدلو، والقرارالمصيرى فى حياتى سهل. فى ثلاث دقائق أغير مجرى حياتى وأقفز من شئ لآخر. صحيح هناك نسبة من الخوف لكن الرغبة فى التغيير أقوى. قرار التحول للكتابة كان لأننى وجدت نفسى ناجحا فى حياتى. تزوجت وأنجبت وعملت فى مكان مهم وحققت فيه نجاحا، لكن أحسست بعدم الرضا. بعد 10 سنوات دخلى سيزيد، سأمتلك سيارة أحدث، تدب الشعيرات البيضاء فى شعرى أو يجتاحه الصلع، لكن لا يوجد مزيد من إحساس النجاح، كنت أرغب فى عمل شئ أغير به حياة الآخرين، لا أريد أن أغادر هذه الحياة دون أن أترك بصمة.
- فى روايتى فرتيجو وتراب الماس كانت البدايات صادمة لكن الأمر اختلف فى الرواية الثالثة التى جاءت أقرب للبناء التقليدى للرواية العربية لماذا؟
* فى الفيل الأزرق كسرت أى احتمال للتوقعات عند القراء، يعنى لو كتبت ان البطل استيقظ صباحا بعد سماع صوت غريب فى الشقة فالتوقع أنه سيحدث شئ غريب. القارئ ذكى وسيدرك مثلا أن الرواية ستدور حول ما وراء الطبيعة، لكنى أريد مفاجأته بكل الطرق بداية من غلاف الرواية أو أى خيط يجعله يتوقع الخطوة التالية فى الأحداث لذلك استخدمت أسلوب المتكلم فالقارئ لا يرى ما تراه الشخصية وكلما أحسست بأنى أسير فى طريق منطقى للأحداث أبدا بالتفكير فى الاحتمالات المختلفة حتى أصل لأبعد التوقعات، فكنت ألاعب القارئ، حتى النهاية جاءت مفتوحة.
لا اريد أن أغادر هذه الحياة بدون ان اترك بصمة .. والقرار المصيري في حياتي سهل جدا ..وفي ثلاث دقائق يمكنني ان اغير مساري تماما
- هل تعنى النهاية المفتوحة احتمال أن يكون للرواية جزءا ثانيا؟
* لا طبعا، لن يكون هناك جزءا ثانيا للفيل الأزرق، فقط أنا طرحت تساؤلا فى النهاية للقارئ وتركت الإجابة مفتوحة، لا القارئ ولا الكاتب لديه الإجابة وكل قارئ قدم نهاية مختلفة وهو أروع شئ رأيته إن القارئ يشغل عقله، كما إن هذه الرواية تحديدا متعبة جدا وخرجت منها مصابا بعقدة لغة الجسد، وأصبحت مهتما بقراءة لغة جسد أى شخص ألتقيه.
عنبر المجرمين
- هل تضمن التحضير للكتابة قضاء وقت طويل داخل مستشفى الأمراض العقلية؟
*قرأت عدد من كتب الطب النفسى، ووصلت للإتصال بأحد الأطباء فى عنبر 8 غرب بمستشفى العباسية، وهو القسم المخصص للمجرمين المصابين بأمراض عقلية، وبالفعل حضرت عددا من جلسات التحقيق مع هؤلاء المرضى خاصة وأن القسم يضم عددا من أعتى المجرمين الذين قاموا بجرائم تدل بشاعتها على اختلالهم النفسى، بالإضافة لزيارات لتصوير أجواء المستشفى وظروف العمل بها.
- هل تضم شخصيات رواياتك جزءا منك؟
* أحيانا طبعا، وتخيلى أن يحيى راشد هو الأقرب لشخصيتى، هو هادئ ظاهريا لكن داخله مشاعر وانفعالات كثيرة، أنا اتمرمطت جدا، وبدأت العمل وأنا فى المدرسة، كنت أصور أفراح وأظل بلا نوم أيام كاملة وأعمل بشكل متواصل.
- لكن هذا الكلام لا يتسق مع كونك خريج مدرسة فرنسية؟
* آه، ومن أبناء السيدة زينب أيضا، اتمرمطت لأنى أحاول أن أكسب من العمل منذ صغرى، ولأنى أعمل مصورا وهى مهنة "يتمرمط" صاحبها فى مصر.
- الرؤى التى كان يشاهدها بطل الرواية دكتور يحيى كانت بمثابة حكاية كاملة داخل القصة الأصلية، كيف كتبت هذه القصة القصيرة لتكون ف نسيج الرواية؟
* كل جزء من هذه الرؤى تم كتابته بشكل متقطع لتتناسب مع سير الأحداث وتخدم الخط الدرامى للرواية وتوصل معلومة للقارئ وتوصل للبطل نفس المعلومة. التحدى الأكبر كان فى تنفيذها فإما انى اضطر شخصيا لتناول حبوب الهلوسة للوصول لهذه الحالة، لكنى قلت اننى فى هذه الحالة ساكتب هلوستى الشخصية وليس هلوسة دكتور يحيى، وكان التحدى أن أخرج من هذه الرواية دون الاضطرار لخوض أى من التجارب التى ظهرت فى الأحداث بنفسى.
تعاملت مع أسرة مبارك كلها وبما في ذلك الاحفاد وبعيدا عن السياسة انظر اليهم كأسرة من اجمل الناس فكيف اتحدث بغير ذلك بعد ان ترك مبارك الحكم
فساد السلطة
- هل منعك عملك كمصور فى الرئاسة عن الكتابة فى بعض الموضوعات؟
كتبت رواية فرتيجو عن الفساد بين رجال الأعمال والسلطة عام 2007 وحصلت بها على جائزة البحر المتوسط رغم اننى أعمل فى الرئاسة منذ عام 2002
-لماذا ترفض تماما الحديث عن عملك كمصور ف الرئاسة؟
* اعتبر نفسى مثل الطبيب، تم ائتمانى على هذا العمل، ما يظهر منه للإعلام هو المعلن وما لا يظهر للصحافه يظل غير معلن. تعاملت مع أسرة الرئيس الأسبق مبارك كلها جمال وعلاء والأحفاد، وبعيدا عن السياسة أنظر لهم كأسرة من أجمل وأكثر الناس احتراما فى التعامل، ولم أجد منهم إلا كل احترام، فكيف أتحدث عنهم بغير ذلك بعد أن ترك مبارك الحكم؟
وفى وسط حالة من صعوبة الفهم عند الكثيرين لم يكن ممكنا أن أتحدث عنهم بشكل إيجابى ولذا الصمت أفضل، أما على المستوى السياسى فما رأيته سلبيا جسدته فى روايتى فرتيجو وتراب الماس.
- هل تحدث معك أحد من أسرة الرئيس بشأن هذه الروايات عند صدورها؟
*على الإطلاق وأنا بنفسى أهديت كل منهم نسخه من رواياتى لكنى لا أعلم اذا كانوا قرأوها أم لا.
ليس من الفروسية أو الشجاعة ان اتحدث عن حكم محمد مرسي لاني كنت مصوراً بالرئاسة ..هذا حكم سقط وانتهي
- ولماذا ترفض أيضا الحديث عن فترة حكم مرسى؟
* هذا النظام سقط، ليس من الفروسية أوالشجاعة أن أحقق إنجازا بتصريحات سياسية والضرب فى نظام ورجل سقط بالفعل. ، صحيح أن المشاكل موجودة حتى الآن لكن الناس قالت كلمتها وانتهى هذا النظام كما أننى لا أعمل بالسياسة وكل من يظهرون للحديث عن السياسة ويملئون الاعلام من 25 يناير وحتى الآن أوراق محروقة.
الترويج بالفيديو
- لماذا تستخدم طرقا غير مألوفه للترويج لرواياتك مثل الترويج بالفيديو عبر الإنترنت؟
* الكتاب مظلوم جدا فى الدعاية، صحيح نحن جيل أفضل حظا بوجود حفلات التوقيع والشبكات الاجتماعية، لكن كان من المهم عمل حملات ترويجية بشكل مختلف مثل الفيديو الترويجى. ومؤخرا بدأت فى استخدام وسيلة لطيفة جدا لمزيد من الابتكار، وهى الموسيقى المصاحبة، حيث قدم صديقى الموسيقار محمد ناصف لى موسيقى خاصة بالفيل الأزرق واكتشفت أنهم يستخدمون هذا الأسلوب فى الخارج Novel Track وهى موسيقى تؤلف خصيصا للروايات التى يتم نشرها الكترونيا e pub فيقرأ القارئ المشهد تصاحبه الموسيقى المناسبة، وفعلا نشرت الموسيقى على موقع ساوند كلاود وفى خلال فترة بسيطة جدا كان لدينا 150 ألف مستمع فاكتشفنا طريقة جديدة لاستمتاع القارئ بالرواية.
حوار - سها السمان 
المصدر
http://www.dotmsr.com/ar/604/2/12179/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق