الصفحات

السبت، 31 مايو 2014

اللاحياة - قصص لـ منى ياسين

(1) أتمنى أن أختبئ بداخلك الآن لأخبرك كم أفتقدك،وكم يؤلمني فراقك وتجاهلك وعنادك.
صفقت لقدرتي يوماً على الابتعاد. واليوم أدعوك أن تستمر في التصفيق لقدرتي على التمني والاختيار وأنا في مرحلة الاحتضار. (2)  كتقديم القربان للتماسيح كانت جنازتي.
فقد تم دقات القبول وإشعال النيران والرقص بجنون . كان الجو يوحي بالكآبة رغم وجود هذا الصخب؛فالصرخات تتعالى بحماس وكأن النيل سيفيض عليهم بفيضان يحتاجونه، وكأنهم ينادون جميع الذئاب والأسود لتشهد تشييع جثماني وليتشاجروا عليه وقد يمزقوه قبل أن يستقر في قاع النيل. ولأني لا أفضل النهايات الحزينة فقد أوصيتهم بعد انتهاء هذا الهياج أن يقوموا بإلقاء أحب القصائد الشعرية إلى قلبي لنزار قباني ولأشرف توفيق، وحينما يسود الهدوء، ويشعر الجميع بالسكينة وبرسم ابتسامة مع تنهيدة يتم وضع جثتي داخل تابوت مغلق على حافة منحدر ،وهي ستسير وحدها نحو النيل المليء بالتماسيح.. تعمدت وجود التابوت حتى أعذب التماسيح؛ فلن يستطيعون العبث بجثتي فهو مغلق بإحكام.. وأوصيتهم أن يكتبوا على التابوت "الجارية التي أغوت أمير العابثين" كان حقاً عليها أن تموت. (3) "سيبي روحك وارقصي" جالت في بالي هذه الأغنية ووجدت نفسي أبحث عنها لأستمع لها فما كنت أعرفه عنها هو أول كلمات فيها فقط ،ومع ذلك شعرت أنك تغنيها لي، وحينما سمعتها كاملة.. رأيتنا نتراقص سوياً عليها وتعجبت كثيراً من دقة الكلمات كاملة لرؤيتي لك تقولها لي، مع أداء تمثيلي لكل كلمة فيها. كان هذا قبل موتي بساعات. لا تتعجب؛ فالأرواح تحوم حول أحبابها حتى تصعد في سلام. (4)

في رواية أخرى أكثر واقعية كتبت البطلة : اكتشفت إنك مش البطل اللي تستاهل أن البطلة تموت علشانه في آخر الرواية.

منى ياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق