الصفحات

الأحد، 18 مايو 2014

من طرائف الأدب

( تزوج الوليد سعدى بنت سعيد ثم طلقها ثم تزوجت وندم )
.
فدَخلِ عليه أشعبُ المُضحك ، فقال له الوليد : 
.
هل لك على أن تبلّغ سُعدى عني رسالةَ 
.
ولك عشرون ألفَ دِرْهم ؟ 
.
قال : هاتِها ، فدَفعها إليه . 
.
فقبَضها وقال : ما رسالتُك ؟ 
.
قال : إذا قدمتَ المدينة فاستأْذِنْ عليها ، 
.
وقل لها : يقول لك الوليد :
.
أسُعْدى ما إليك لنا سَبيل ... ولا حَتَّى القيامة مِن تلاقِي
.
بَلى، ولعلّ دهراً أن يُؤَاتي ... بمَوْت مِن حلِيلكِ أو فِراق
.
فأتاها أشعبُ فاستأذن عليها ، 
.
وكان نساءُ المدينة لا يَحْتجبن عنه ، 
.
فقالت له : ما بدا لك في زيارتنا يا أشعب ؟ 
.
قال : يا سيدتي ، أرسلني إليك الوليدُ برسالة . 
.
قالت : هاتِها . 
.
فأنشدها البيتين . 
.
فقالت لجواريها : خُذْن هذا الخبيث . 
.
وقالت : ما جَرأك على مثل هذه الرسالة ؟ 
.
قال : إنها بعشرين ألفاً معجّلة مَقْبوضة . 
.
قالت : واللّه لأجلدنّك أوْ لَتبلَغنّه كما أبلغتني عنه . 
.
قال : فاجعلي لي جُعلاً . 
.
قالت : بِساطِي هذا . 
.
قال : فقُومي عنه . 
.
فقامت عنه ، وطَوى البِساط وضمه ، 
.
ثم قال : هاتِي رسالتَك . 
.
فقالت له : قل له :
.
أتَبْكي على سُعْدى وأنت تَرَكْتها ... 
.
فقد ذَهبت سُعدى، فما أنت صانعُ ؟
.
فلما بلّغه الرسالةَ كَظم الغيظَ على أشعب ، 
.
وقال : اخْتَر إحدى ثلاث خِصال : ولا بُدّ لك من إحداها : 
.
إما أن أقْتلك ، 
.
وإما أن أطْرحك للسِّباعِ فتأكلَك ، 
.
وإما أن ألقيك من هذا القَصر ؟ 
.
فقال أشعبُ : يا سيدي ، 
.
ما كُنتَ لتعذب عينين نَظرتا إلى سُعدى . 
.
فضَحِك وخَلَّى سبيله .
.
العقد الفريد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق